ولد بوعماتو في وفد الرئيس الغزواني ..حج وسياسة..وعلاقات وطيدة تحت سقف المنافسة

سبت, 07/23/2022 - 14:31

خاص ريم آفريك- يمكن اعتبار رجل الأعمال محمد ولد بوعماتو واحدا من أكثر الأثرياء الموريتانيين استثمارا في المجال السياسي وطنيا وإقليميا، يربط الرجل شبكة علاقات متعددة مع مختلف القوى والرموز السياسية في موريتانيا من اليمين  إلى اليسار ومن القوى القومية إلى الزنجية، إضافة إلى علاقات قوية مع رموز وشخصيات سياسية ولوبيات نفوذ في إفريقيا وأوربا وفي الخليج العربي

ووفق ما تؤكده مصادر خاصة لموقع ريم آفريك فإن السيد بوعماتو قد أدى فريضة الحج لأول مرة رفقة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني حيث كان ضمن الوفد الرئاسي، وتضيف المصادر أن ولد بوعماتو أدى أعمال الحج "بشغف كبير، وانقطاع عن الأضواء" كما سبق أن أدى مع الرئيس أيضا عمرة أثناء عودتهما من زيارة رسمية إلى دبي وهو ما يعكس قربا وعلاقات خاصة جدا بين بوعماتو والرئيس، الغزواني، ويفسر أيضا كثيرا من محطات العلاقة بين الطرفين

 

ولد بوعماتو والنظام ..علاقة متعززة وحضور محسوب

 

رغم أن رجل الأعمال محمد ولد بوعماتو كان داعما أساسيا للمرشح المعارض سيدي محمد ولد بوبكر، إلا أنه سرعان ما استعاد علاقاته مع النظام الجديد، وكان بوعماتو من أبرز السياسيين ورجال الأعمال المستفيدين من توتر العلاقة بين الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز والنظام الجديد بقيادة الرئيس المنتخب محمد ولد الشيخ الغزواني.

أخذ ولد بوعماتو موقعه في الفريق الداعم للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني الذي رفع المظالم التي كانت مسلطة على أموال وحياة الثري بوعماتو، دون أن يمنحه نفس النفوذ والمكانة التي حظي بها خلال السنوات الأولى من علاقته بالرئيس السابق ولد عبد العزيز، وهي النفوذ التي تحول لاحقا إلى عداوة وصراع مفتوح.

استعاد ولد بوعماتو تسيير مؤسسته البنكية من صديقه الثري انجاي عبد الرحمن الذي كان حلا توافقيا خلال الخمسية الأخيرة لولد عبد العزيز، ليصعد اسم ابنته ليلى باعتبارها مديرة ومسيرة لواحد من أهم البنوك الوسيطة في البلاد.

كما قدم بوعماتو دعما سخيا لصندوق التصدي لجائحة كورونا، واستعاد حريته في دخول البلاد والخروج منها بعد  سنوات من المضايقة.

 

تمثيل في مختلف الأطراف.. ومنافسة متصاعدة

يتحدث عارفون بالمشهد السياسي عن حضور نسبي للفريق المحسوب على ولد بوعماتو في الحكومة، عبر وزيري الطاقة والشؤون الاقتصادية عبد السلام ولد محمد صالح، وعثمان كان، وتذهب مصادر أخرى إلى أن الوزيرين "صديقان جدا" لولد بوعماتو، أكثر من كونهما محسوبين عليه سياسيا.

وإلى جانب التمثيل النوعي في الأغلبية، يملك بوعماتو تأثيرا نوعيا على عدد من قادة الأحزاب في المعارضة، وكذا على عدد من رجالات السياسية ورجال الأعمال، وهو ما يجعله عنصرا مؤثرا في حاضر ومستقبل المشهد السياسي.

وإلى جانب هذا التمثيل فإن بوعماتو يواجه منافسة متعددة، من عدد كبير من رجال الأعمال، ويشيع على نطاق واسع أن علاقته مع رئيس أرباب العمل السيد  زين العابدين ولد محمد محمود، الذي كان داعما أساسيا لرجل الأعمال أحمد سالم ولد بونه مختار في المنافسة التي كسبها برئاسة اتحادية ملاك المصارف في موريتانيا.

 

وإذا كان بوعماتو قد نقل خلال السنوات المنصرمة جزء كبيرا من استثماراته وثروته خارج البلاد، وأصبح أحد الفاعلين الأساسيين في السوق الاقتصادية بغرب إفريقيا، فإن حضوره الاقتصادي في موريتانيا لم يشهد قفزات لافتة في فترة ما بعد ولد عبد العزيز، ليحافظ على حضور نسبي تحت سقف المنافسة، حيث لم يعد منافسوه الاقتصاديون في درجة من السهولة تمكن من إبعادهم عن الواجهة، كما أن سعي النظام إلى مزيد من التهدئة مع الجميع وعلى تعدد المحاور الداعمة له، جعل رجل الأعمال بوعماتو جزء من خريطة النفوذ المالي، وعنصرا أساسيا في عصر ما بعد ولد عبد العزيز