صراع شركتي كولاص وميندز.... هكذا أرغم الفرنسيون المصطفى ولد محمد السالك على ترك السلطة

ثلاثاء, 01/19/2021 - 11:11

من مذكرات رجل الأعمال بمب ولد سيدي بادي - كانت أول أزمة بيني وبين السلطة الجديدة بعد الانقلاب، تتعلق بإلغاء صفقة لإنشاء مقطع بوتلميت كيفة من طريق الأمل، التي حصلت عليها مجموعة كولاس colace الفرنسية خلال فترة الرئيس المختار ولد داداه، ومنحها لشركة ميندز  البرازيلية

وكنت قد حصلت على عقد بقيمة 800 مليون أوقية لتوفير شاحنات وجرارات وقالبات لصالح شركة كولاص  كمقاول من الباطن أثناء إنشاء الطريق، وعليه فإنني بالضرورة سأفقد هذه الفرصة المهمة بمجرد قرار السلطة إبعاد شركة كولاص

لقد تحدث الناس حينها عن رشوة بمبالغ كبيرة وصلت إلى حوالي 150 مليون أوقية قدمتها ميندز لوزراء ومسؤولين نافذين في النظام الجديد.

ولقد كان الرئيس المصطفى ولد محمد السالك ووزير الخارجية شيخنا ولد محمد الأغظف قد تعهدا للرئيس الفرنسي جيسكار ديستيه خلال زيارة أدياها إلى فرنسا عقب الانقلاب بالقليل بأنهما لن يغيرا شيئا في الصفقة ولن يتدخلا لإبعاد الشركات الفرنسية التي كانت قد حصلت على صفقات قانونية في موريتانيا.

لكن يبدو أن ثمة مجموعة قوية داخل اللجنة العسكرية كانت أقوى من إرادة الرئيس المصطفى ولد محمد السالك ومن تعهده.

ولأن الأمر يعني خسارة هائلة بالنسبة لي، وتدميرا لمسار تجاري قد بدأته وليس من الطبيعي أن أتراجع عنه بدون سبب قانوني وجيه، بدأت مع صديقي فتى ولد الركيبي رحمه الله – وكان قد حصل على صفقة مماثلة – التحرك لإقناع الحكومة وعناصر اللجنة العسكرية بأن ما قاموا به ليس قانونيا ولا ينبغي أن يستمر.

فالتقينا بوزير الداخلية حينها المرحوم جدو ولد السالك، والأمين الدائم للجنة العسكرية مولاي ولد بوخريص ووزير النقل  فياه ولد المعيوف ووزير التجهيز العقيد أحمد سالم ولد سيدي شرحنا لهم الوضع وأنه يعني خسارة المستثمر الوطني لأموال باهضة والقضاء على عدد كبير من فرص العمل لمواطنين سبق أن اكتتبناهم لهذا السبيل وأن للأمر خطرا قويا على علاقة السلطة بفرنسا خصوصا أن الرئيس المصطفى وزير الخارجية تعهدا سابقا للرئيس الفرنسي جيسكار ديستيه بحماية مصالح الشركة  الفرنسية كولاص.

ويبدو أن حديث ديستيه كان بعد علم فرنسا بأن ثمة شيئا يجري تحت الخفاء لإبعاد الشركة الفرنسية من موريتانيا، بل أكثر من ذلك حصل الفرنسيون – وفق ما أكده لي أكثر من مسؤول – على الأدلة الدامغة التي تؤكد وقوع تلك الرشوة التي قدمتها شركة ميندز لموريتانيا الرسمية.

فجأة بقيت وحيدا في معترك المطالبة بحقي في بقاء الصفقة كما هي بعد أن انسحب زميلي المرحوم فتى ولد اركيبي من المطالبة.

وأصررت أنا على الاستمرار وراسلت رئاسة اللجنة العسكرية، وأمانتها الدائمة ووزارة الداخلية ووزارة النقل والتجهيز برسالة قوية اللهجة واضحة أحدد فيها معالم الظلم وخطر الإجراء الذي أقدمت عليه الحكومة.

 

 

رسل جيسكار ..نهاية حكم الرئيس المصطفى

في هذه الأثناء وصلتني رسالة من شركة كولاص بأن رئيس مجلس إدارتها ومديرها العام الميسو شريال سيزوران موريتانيا لنقاش الأزمة مع الرئيس المصطفى ولد محمد السالك، وأنهما مبعوثان رسميا من الرئيس جيسكار ديستيه.

وفي مساء يوم زيارتهما، دعوتهما إلى حفل عشاء في أحد فنادق نواكشوط القليلة وكان معهما السفير الفرنسي كان يحمل حقيبة رئيس مجلس إدارة الشركة ويعامله معاملة الجندي البسيط مع قائده ذي الرتبة الرفيعة.

بعد انتهاء العشاء، غادر رئيس مجلس إدارة الشركة في سيارة السفير الفرنسي وركب معي في سيارتي مدير الشركة السيد شاريا  وقال لي حرفيا : نحن مستاءان من طريقة الرئيس المصطفى في التعامل معنا

لقد جئنا إلى موريتانيا بناء على موعد مسبق رتبه الرئيس جيسكار ديستيه، لكن الرئيس المصطفى رفض لقاءنا بشكل نهائي وأحالنا إلى مستشاره القانوني اليدالي ولد الشيخ ولهذا قررنا أن نعود الليلة إلى بلادنا دون أي لقاء، نحن لم نأت لكي يحيلنا الرئيس المصطفى إلى مستشاره.

وأضاف  المدير الفرنسي إنني صديق شخصي لجيسكار درسنا في الجامعة وأقمنا في غرفة واحدة لعدة سنوات، سأرفع له تقريري وسأتحدث بكل صراحة عن الإهانة التي تعرضنا لها وأتوقع أن فرنسا لن تسكت عن هذا الظلم الذي تعرضت له شركتها".

لم أعلق على حديث الفرنسي، لكنني استمعت إليه بإصغاء وتأكدت أننا سنكون أمام هزة قوية في علاقة المصطفى بالفرنسيين وأن الرئيس المصطفى هو الحلقة الأضعف في هذه الهزة، كما أنه الحلقة الأضعف أيضا في اللجنة العسكرية.

أوصلت المدير الفرنسي بسيارتي إلى سلم الطائرة، وفقا للبروتوكول الذي سمح لهم بذلك، ثم عدت إلى البيت قبل أن أغادره فجرا إلى المطار من جديد، حيث تركت سيارتي وانطلقت في رحلة تفقدية لبعض مشاريع الإنشاءات، وتحديدا كنت في نواذيبو حيث كنت أبني حينها مصنعا لتربية الأسماك لصالح شركة صيد روسية عاملة في منطقة كانصادو في نواذيبو، وكان علي بناء جزء منه داخل مياه البحر، ولذلك كنت أزوره أسبوعيا بالطائرة لمراقبة سير الأعمال.

ويبدو أن جهاز الأمن كان يراقب تحركاتي بشكل دقيق، لكنهم في الصباح رفعوا تقريرا إلى مدير الأمن ومنه إلى الرئيس بأنني رافقت الفرنسيين في طائرتهم وأنني ذهبت إلى باريس لتقديم شكوى ضد الحكومة الموريتانية.

لقاء صاخب في مكتب مدير الأمن

بعد يومين في نواذيبو عدت إلى المنزل فوجئت برجلي أمن يستدعيانني إلى مدير الأمن، المفوض لي مامادووهو أيضا عضو اللجنة العسكرية ليكون لقاؤه أول استجواب لي في فترة  العسكر الذي استقبلني بأسلوب فج وغطرسة غير مسبوقة وبدأ يكيل لي التهم بأنني أعمل ضد الوطن وأنني عميل لفرنسا.

رددت عليه بأسلوب أقوى من أسلوب وقلت له أنه هو العميل وأنه شخص دنيء لا يستحق أن يكون مديرا للأمن، ثم خرجت من مكتبه بعد أن دفعت الباب خلفي بقوة استفزت عناصر الشرطة المرابطين أمام مكتبه.

غادرت مغضبا إلى المنزل، ورفع مدير الأمن تقريرا جديدا أكثر تحريضا ووشاية من سابقه، فطلب الرئيس أن آتيه في مكتبه، فاتصل بي الأمين العام لاتحاد أرباب العمل حينها بلها ولد المختار الله وأبلغني بأن الرئيس يريد لقائي في مكتبه عند الساعة السادسة مساء، كان في ذلك بداية يناير 1979 أي بعد خمسة أشهر من الانقلاب.

وفي نفس الموعد وصلت إلى الرئاسة، ووجدت الرئيس قد دخل في اجتماع مع وفد تجاري من كوريا الشمالية رفقة وزير الخارجية شيخنا ولد محمد الأغظف، ولما طال اجتماعهم طلبت من مدير الديوان إبلاغ الرئيس بأنني سأغادر إلى وقت آخر إذا رغب في استدعائي.

طلب مني الانتظار وقال لي بأن الرئيس أمره بأن لا أغادر حتى يأذن بذلك، وبعد ساعة ونصف من الانتظار، قال لي مدير الديوان : الرئيس ينتظرك.

دخلت على الرئيس المصطفى فخاطبني بلغة صارمة وملامح متجهمة :

  • متى عدت
  • قلت له من أي مكان
  • رد : من فرنسا، ثم انفجر غاضبا : إنك تسعى لتطيح بي وتخطط لانقلاب عسكري مع فرنسا والمغرب، ثم هدأ قليلا من غضبه وقال لي : أنت مواطن مخلص أبلغني بالحقيقة ولا تكذب علي.
  • قلت للرئيس: كن على علم بأن عناصر المكتب الثاني في أمنك يستحقون الإقالة جميعا.
  • رد الرئيس : لا تراوغ أنا أعرف أنك جزء من مخطط انقلابي يدعمه جيسكار والحسن الثاني  للإطاحة بي ويريدون تنصيبك رئيسا مكاني
  • أجبته ممازحا فالسيد الرئيس صديق سابق لي ورفيق عمل سابق في اللجنة الإدارية لشركة سونمكس : السيد الرئيس إذا كان الرئيسان جيسكار ديستيه والحسن الثاني يريدان الإطاحة بك وتنصيبي مكانك رئيسا فأنصحك بأن تسلمني الحكم وتغادر بهدوء فأنت لا قبل لك بواحد منهما فكيف إذا اجتمعا عليك

خف غضبه قليلا : وقال دعني من الهزل وقل لي الحقيقة فقد بلغني أنك تخطط للانقلاب علي مدعوما من فرنسا والمغرب

أجبت الرئيس : سأحدثك بكل صراحة ولكن ليس قبل أن تخبرني بمن نقل لكم هذه المعلومات، فقال لي : أخبرنا بذلك بشكل تفصيلي من قبل مصادر  خاصة

قلت للرئيس : يمكنك ببساطة الاطلاع على المعلومات التي تريد كاملة بعد أن تجيبني هل كذبت عليك مرة واحدة خلال السنوات الثلاث التي عملنا فيها في شركة سونمكس، حيث كنت مديرا لها وكنت أنا رئيس لجنتها الإدارية فقال لي :

أبدا أبدا : لم تكذب علي مطلقا

فقلت له الآن يمكنك الاتصال بوالي نواذيبو وقائد منطقتها العسكرية  وقائد الدرك الأمير سيدي أحمد ولد أحمد عيده ليخبرانك أين كنت طول أمس، خرج من مكتبه وعاد بعد قليل ليقول لي تأكدت من صدق مما قالت

قلت له نعم : لقد كنت هنالك في نواذيبو رفقة الوالي و قائد المنطقة العسكرية وقائد الدرك وقد ذبح لنا القائد العسكري كبشا للضيافة.

قلت للرئيس بعد أن أنهى حديثه : لقد أخبرني شيخنا ولد محمد الأغظف أنك تعهدت لجيسكار ديستيه بأنك لن تنزع الصفقة من الشركة كولاص، ثم حصل عكس ذلك، والفرنسيون الذين جاءوا للقائك ورفضت لقاءهم غادروا وهم غضاب عليك أشد الغضب وتعهدوا بإبلاغ ما حدث لرئيسهم جيسكار.

وأضفت : سيدي الرئيس أنا لا أدافع عن كولاص ولا عن مصالحها أنا أدافع عن طبق من مائدة أعمالي التجارية عن صفقة لي أنا بقيمة 800 مليون أوقية وعليه يجب أن تفهموا أن غضب وحراكي هو من أجل حقوقي وليس من أجل أي شيئ آخر، صحيح أنني وكولاص الآن موجودان في طريق واحدة لكنني مهتم أساسا بمصالحي التجارية وليس مصالح فرنسا التي يمكنها حماية مصالحها دون شك، وأنا شخصيا لن أقبل الظلم.

كان الرئيس المصطفى يستمع بهدوء عندما أضفت عليك أيها الرئيس أن تعرف أن فرنسا إذا أرادت ترحيلك لن يكلفها الأمر أي عناء وسوف يتم ذلك في أقل من ليلة، وأنا هنا أقول لك الحقيقة التامة وليس ما يقوله لك مكتبك الثاني، وأريدك أن تتراجع عن ظلم الفرنسيين.

رد الرئيس المصطفى رحمه الله بفرنسية قوية : والله لو قطعوا حلقومي فلن يحصل الفرنسيون على هذه الصفقة، لكنني أريدك أنت أن تترك هذا الحراك وأن تتنازل عن الصفقة وعن مساعيك التي سوف تزعج السلطة.

قلت للرئيس : جيد، أنا سأتنازل عن الصفقة وأترك حقوقي بناء على طلبك، لكنني أنصحك بأن تتريث في هذا التعامل مع فرنسا وإذا أصررت عليه فأنا واثق من أن انقلابا قويا يترصدك وأرجو أن تنجو منه وأن تنجو موريتانيا من تبعاته.

انتهى اللقاء عند الساعة العاشرة ليلا، وكان مدير البروتوكول أباه ولد البُ يفتح باب مكتب الرئيس بين الحين والآخر ليشعره بأن اللقاء تجاوز وقته المحدد، فيصرفه الرئيس ويطلب منه الانتظار خارجا.

في صباح اليوم الموالي أعلن الرئيس المصطفى ولد محمد السالك تشكلة المجلس الاستشاري الوطني وهو ما يشبه البرلمان ووضع اسمي ضمن لائحة أعضاء المجلس في رسالة ودية بعد اللقاء والاتهامات التي سبقته.

في الصباح التقيت جاري وصديقي الصدوق المرحوم الداه ولد التيس وسألني عما جرى بيني وبين الرئيس فأخبرته بالتفاصيل وقال لي لقد عينك عضوا في المجلس الاستشاري كما عينني أيضا و جارنا أيضا المختار ولد أحمد عثمان عضوين في نفس المجلس.

قلت للداه إن المصطفى يعيش آخر أيامه في الحكم، وقطعا فإن فرنسا سوف تبعده بسرعة عن منصبه،وهذا البرلمان لن ينجح مطلقا، ولن يستمر.

لقد تسارعت الأحداث بعد ذلك بشكل كبير، ففي 18 مارس/1979 هبطت في مطار نواكشوط طائرة تقل المستشار الأمني للرئيس الفرنسي جيسكار ديستيه، والتقى بسرعة بالرئيس المصطفى ولد محمد السالك ليلا ثم غادر بعد ذلك في نفس الليلة إلى بلاده.

التقيت بعد ذلك الداه فقلت له إنني أظن أن زيارة المستشار الفرنسي كانت من أجل  تخيير المصطفى بين التراجع عن إبعاد شركتها عن الصفقة وبين مواجهة غضب الإليزيه، وأن هذا هو تحليلي الشخصي لتلك الزيارة.

لقد عرفت من خلال بعض المشاهدات والمطالعات أن العرف الفرنسي في مثل هذا النوع من الانقلابات يشمل مرحلة الإنذار قبل الانقلاب.

استمر الوضع هادئا لعدة أيام، وأنا أترقب في كل وقت إعلان اسم رئيس جديد لموريتانيا، لكن حدثا آخر وقع في انعقاد أول دورة للمجلس الاستشاري بتاريخ 5/5/1979 أكد توقعاتي بدقة وسرعة.

لقد غاب عن دورة المجلس  الأولى كل الأعضاء المحسوبين على ولاية الترارزة، كما غاب كل الأعضاء الزنوج، وهو أمر غريب جدا ولا يمكن أن يفهم معزولا عن تسلسل الأحداث والعلاقات القوية للعناصر السياسية البارزة في الترارزة وكذا بين الزنوج بفرنسا.

لكن الحدث الذي أكد لي أن حكم المصطفى قد انتهى هو موقف غريب لاحظته مع عدد قليل من الحضور عندما قدم الشاب رينيه الأخ غير الشقيق  للوزير الأسبق غابرييل صامبير المعروف بجبريل ولد عبد الله، حيث سلم ورقة صغيرة مطوية بدقة ومفرومة إلى السيد عبد القادر  ولد التراد كمرا رحمه الله صديق الرئيس الشخصي، قرأها عبد القادر بسرعة وانتقل إلى منصة المجلس وسلمها للرئيس بهدوء، فنظر الرئيس إليها ووضعها في جيبه، ثم وقف مباشرة وانتهى اجتماع المجلس دون رفع الجلسة أو وداع من الرئيس.

استطعت بعد ذلك التعرف على مضمون الورقة وعرفت أن جبريل ولد عبد الله تم التحفظ عليه، ولم يكن جبريل حينها شخصا بسيطا بل كان الذراع الأيمن للرئيس المصطفى ولد محمد السالك, وأصيل مدينته كيفة وأظن أن ثمة ارتباطات من جهة قرابات الخؤولة.

لقد تم أيضا التحفظ أو وضع عدد من كبار الضباط الآخرين تحت حراسة نظرية من قبل قادة الانقلاب الجديد.

انتهت أعمال المجلس قبل أن تبدأ، وغادرت في سيارتي رفقة زميلي إسماعيل ولد أعمر منزله، وفي منزله كان ثمة حضور آخرين قلت للحضور : لقد انتهى نظام المصطفى ولد محمد السالك وكونوا على ثقة بـأن هذه آخر ليلة له في الحكم.

وفي الفجر عند الساعة السادسة صباحا بثت إذاعة فرنسا الدولية خبرا بأن أعضاء اللجنة العسكرية في موريتانيا نفذوا انقلابا هادئا على الرئيس المصطفى ولد محمد السالك ونقلوا كل صلاحياته إلى الوزير الأول أحمد ولد بوسيف.

لكن ما حدث تفصيلا هو أن قادة اللجنة العسكرية اقتحموا على المصطفى ولد محمد السالك سكنه في القصر الرئاسي وأخرجوه من غرفة نومه في ساعة متأخرة من الليل وخيروه بين السجن وبين وضعية رئيس بلا صلاحيات فاختار الأخيرة مرغما.