عرب الساحل الأفريقي يواجهون مصيرا غامضا بعد الانقلابات

خميس, 11/30/2023 - 15:15
الرئيس النيجري المعزول محمد بازوم

في نيامي العاصمة النيجرية، يأمل محمد وهو اسم مستعار ألّا ينهار حضور العرب بعد سقوط الرئيس محمد بازوم الذي تعد جذوره عربية حيث ينتمي إلى قبيلة "الميايسة"، إحدى بطون قبيلة أولاد سليمان العربية التي يمتد فرع منها في النيجر بينما يوجد فرع آخر منها في ليبيا.

 

وقال محمد الذي فضل عدم الكشف عن هويته كاملة في اتصال مع "إرم نيوز" إن: "بعض مواطني النيجر وليس جميعهم ينظرون إلينا نظرة ازدراء لأنهم يعتقدون أن بازوم الذي كان حليفا لفرنسا يمثلنا جميعا بينما نحن أنفسنا ننتقد خياراته، خاصة تحالفه التام مع باريس وارتهانه إليها".

 

وفي كيدال، قالت نادية البربوشي وهي مواطنة مالية ذات جذور عربية، إن "الحرب ضد الأزواد قد تسهل استهداف أقلياتنا العربية في مالي سواء من قبل الجيش أو الطوارق الذين عانينا من قمعهم لعقود".

 

وأضافت نادية لـ "إرم نيوز": "قضيت معظم فترات حياتي خارج مالي أتنقل بين عواصم عربية للدراسة والعمل، لكن عودتي حاليا محفوفة بالمخاطر خاصة مع تعقد الوضع الميداني بين الجيش والمتمردين الطوارق، نأمل أن تهدأ الأمور وأن تقود مفاوضات جديدة إلى ميثاق مجتمعي جديد؛ لأن حضورنا مهدد بالفعل وإن لم يكن أحد محركات الحرب".

 

يمثل العرب أقلية في مالي والنيجر وكافة دول الساحل الأفريقي ما عدا موريتانيا التي غالبيتها من العرب، ويشترك هؤلاء بزي موحد.

 

ورغم أنهم أقلية إلا أنهم يتقنون لهجة عربية تقترب من اللغة العربية الرسمية حيث تعتبر الحسانية التي يتحدث معظم سكان موريتانيا وأزواد والصحراء أقرب إلى الفصحى من غيرها من اللهجات العربية الأخرى.

 

ومع الانقلابات العسكرية المتتالية التي كان أحدثها الذي أسقط محمد بازوم من السلطة في نيامي عاد ملف العرب ليتصدر عناوين الصحف والنشرات الإخبارية خاصة أن الرئيس المعزول ينحدر من قبيلة عربية.

 

وقال الخبير في العلاقات الدولية الجزائري، حكيم بوغرارة، إن "العرب في الساحل الأفريقي يشكلون أقلية وما حدث مع بازوم أي انتخابه رئيسا كان استثناء لأنه عمل مع الرئيس السابق محمد يوسوفو الذي زكّى بازوم بالنظر لارتباطات إثنية مع جنوب ليبيا والجزائر وبالتالي العرب في النيجر لا يتعدون 2 بالمئة".

 

وأضاف بوغرارة لـ "إرم نيوز" أن "التنوع الإثني في الساحل الأفريقي استعمل لضرب الوحدة الوطنية للدول، ونرى اليوم أن هناك ترويجا لصراع بين العرب وأقليات أخرى مثل ما حدث في مالي، حيث يوصم شمال البلاد بأنه معقل لتجارة المخدرات وإثارة المشاكل خاصة مع تركيز إعلامي غربي يروج للساحل الأفريقي على أنه بؤرة للإرهاب، وذلك لتبرير تدخله وبالتالي هذا التنوع الإثني زاد من متاعب دول منطقة الساحل الأفريقي والعرب، رغم أن وجودهم يمثل أقلية خاصة أن تأثيرهم في دوائر القرار ضعيف جدا".

 

وأكد الخبير الجزائري أن "انتشار الإسلام غطى مثلا على مختلف الأعراق والجنسيات، وتأثير العرب أصبح ضعيفا، خاصة أنهم ينتمون إلى الطبقات المتوسطة مع سيطرة قبائل أخرى".

 

أما المحلل السياسي النيجري عبدول ناصر سيدو، فقال إن"المهم أن نتذكر أنه في النيجر ليس لدينا مشكلة عرقية أو عنصرية، والدليل بازوم، هو من أقلية وتم انتخابه رئيسا لجمهورية النيجر. نحن إحدى الدول القليلة في العالم التي تعتبر فيها القرابة جزءًا من قيمنا".

 

وبيّن عبدول ناصر سيدو لـ "إرم نيوز" أن "فرنسا، التي فقدت موقعها في دول الساحل الأفريقي تستغل كل الأسلحة لزعزعة استقرار المنطقة، وقد أدلى ماكرون علنًا بتعليقات بشأن وضع العرب، إنهم يحاولون تقسيم شعوب الساحل الأفريقي".

 

وختم المحلل النيجري، قائلا: "لقد علمنا تمامًا هذا التلاعب، من الإرهاب إلى التمرد، بما في ذلك هذا السلاح العرقي والعنصري الذي له أهداف خفية خطيرة".