اتهام توتال إنرجي بالتورط في 33 مشروعًا "كارثيًا على المناخ"

خميس, 10/26/2023 - 08:20

تواجه شركة توتال إنرجي الفرنسية (TotalEnergies) اتهامات بالتورط في مشروعات من شأنها أن تفاقم انبعاثات الكربون، على عكس تعهداتها المناخية من أجل مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري.

 

واتهمت منظمة غرينبيس (Greenpeace) شركة الطاقة الفرنسية العملاقة بأنها تشارك في 33 مشروعًا للغاز والنفط "تصدر انبعاثات فائقة من غازات الدفيئة"، في دراسة تهدف إلى إظهار "منطق التوسع الأحفوري" بما يتعارض مع الأهداف المناخية.

 

وأشارت المنظمة -في الدراسة التي حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منها- إلى أن شركة توتال إنرجي أعلنت رسميًا نيتها أن تصبح شركة نفط وغاز ذات "الطاقة المسؤولة".

 

أمّا الواقع فهو مختلف تمامًا؛ ففي عام 2022، كانت أنشطة إنتاج الطاقة ما تزال تعتمد بأكثر من 99% على النفط والغاز؛ ما يهدد بتفاقم أزمة المناخ الحالية بشكل أعمق كل يوم.

 

انبعاثات هائلة من مشروعات توتال إنرجي

تعتزم منظمة غرينبيس من خلال هذه الدراسة "الإسهام في النقاش ذي الاهتمام العام حول قضية التوسع في استعمال الوقود الأحفوري"، وهو الموضوع الذي سيكون في قلب مناقشات قمة المناخ كوب 28 خلال شهر في دبي (30 نوفمبر/تشرين الثاني إلى 12 ديسمبر/كانون الأول)، بحسب المنظمة غير الحكومية، التي يأتي تقريرها -أيضًا- عشية نشر النتائج المالية للشركة.

 

واختارت منظمة غرينبيس المشروعات التي تشارك فيها توتال إنرجي في أصل واحد على الأقل؛ إذ يُعدّ المشروع عبارة عن مجموعة من الأصول التي يمكن أن تشمل العديد من الشركات العاملة والمساهمة، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة في قناة "بي إف إم تي في" الناطقة باللغة الفرنسية (BFMTV).

 

وتقدّر منظمة غرينبيس أنه "في عام 2022، شاركت شركة توتال إنرجي، بوصفها مشغلًا أو مساهمًا، في 33 مشروعًا للوقود الأحفوري "تصدر انبعاثات فائقة"، أي تلك التي من المحتمل أن ينبعث ما لا يقل عن مليار طن من ثاني أكسيد الكربون لكل منها، بحسب ما جاء في الدراسة.

 

ووصفت هذه المشروعات بأنها "كارثية على المناخ"، كما أنها تهدد الهدف الأكثر طموحًا لاتفاقية باريس لعام 2015، للحدّ من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية سنويًا، مقارنةً بعصر ما قبل الصناعة، بحسب ما استنكرته منظمة غرينبيس.

 

وإذا استُغلت تلك الاحتياطيات التي ما تزال موجودة في هذه المشروعات حتى نهاية عام 2022، فمن الممكن أن تكون المجموعة "مسؤولة" عن الانبعاثات المستقبلية البالغة 93 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون، وفقًا للحسابات التقديرية التي أصدرتها غرينبيس.

 

وهذا أكثر من الانبعاثات التراكمية للغالبية العظمى من البلدان بين عامي 1850 و2021؛ فقد أطلقت المملكة المتحدة -على سبيل المثال- 74.8 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون على مدار 171 عامًا.

 

وفي عام 2019، وصلت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية إلى نحو 60 مليار طن، وفقًا للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.

 

مشروعات نفط وغاز كارثية

تقع المشروعات المذكورة في 14 دولة، معظمها في قطر والإمارات العربية المتحدة، ويقع 19 منها "على بعد أقلّ من 50 كيلومترًا من منطقة محمية للتنوع البيولوجي"، وفقًا للمنظمة غير الحكومية.

 

وتتهم منظمة غرينبيس شركة توتال إنرجي بالاستمرار بعد اتفاقية باريس في عام 2015 في "الانخراط في منظور استكشاف وفتح حقول جديدة للنفط والغاز"، مع الحصول على تراخيص جديدة للتنقيب في 84 مشروعًا مختلفًا.

 

وردّت المجموعة قائلة: "إننا نواصل الاستثمار في مشروعات نفطية جديدة لتلبية الطلب العالمي المتزايد، والانخفاض الطبيعي لحقولنا الحالية (4% سنويًا)".

 

وشددت المنظمة غير الحكومية على أن مشروع خط أنابيب نفط شرق أفريقيا (EACOP) ومشروع تيلينغا لإنتاج النفط المرتبط به، أصبحا رمزين لمنطق توسع النفط والغاز لدى الشركة.

 

وكتبت في تقريرها: "لسوء الحظ، فإن هذه المشروعات في أوغندا وتنزانيا ليست الوحيدة"؛ إذ تشارك توتال إنرجي في العديد من مشروعات الوقود الأحفوري الأخرى التي تقوّض المناخ والتنوع البيولوجي وحقوق الإنسان.

 

كما يُعدّ مشروع فاكا مويرتا في الأرجنتين -وهو مشروع لاستخراج الغاز الصخري- هو المشروع الأكثر وحشية؛ إذ يُمكن أن ينبعث منه ما يقرب من 15 مليار طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون وحده، وفقًا لتقديرات المنظمة.

 

ويبدو -أيضًا- أن الشركة لم تأخذ في الحسبان توصيات وكالة الطاقة الدولية، التي دعت إلى التخلي عن أيّ مشروعات جديدة للوقود الأحفوري في عام 2021، كما شاركت في الحصول على تراخيص استكشاف جديدة منذ هذا الإعلان.