هل تصبح موريتانيا وجهة الغرب لمواجهة التوسع الروسي في الساحل الأفريقي؟

أربعاء, 10/25/2023 - 14:10

تثير التحركات الأمريكية في موريتانيا تكهنات متصاعدة حول إمكانية تعويل الغرب وفي مقدمته واشنطن على دور لنواكشوط في مواجهة توسع النفوذ الروسي في منطقة الساحل الأفريقي.

 

وفي وقت يتقلص فيه الحضور الغربي في الساحل الأفريقي، وفق مراقبين، أدى قائد القوات الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم)، الجنرال مايكل لانجلي، زيارة إلى موريتانيا إذ التقى الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني.

 

وكانت الأوضاع في الساحل الأفريقي حاضرة بقوة على طاولة الغزواني ولانجلي، إذ قال الأخير، إن "واشنطن تشيد بدور نواكشوط طويل الأمد في مكافحة الإرهاب ومنع التطرف العنيف في منطقة الساحل".

 

ويأتي هذا التحرك الأمريكي صوب نواكشوط بعد توسيع روسيا نفوذها في المنطقة إثر انقلابات عسكرية عرفتها كل من مالي وبوركينا فاسو والنيجر، أدت إلى طرد فرنسا من هذه الدول بعد أن كانت باريس تقود تحالفًا عسكريًّا ضد الجماعات المتشددة.

 

وتثير هذه الزيارة أسئلة حول ما إذا كانت موريتانيا ستصبح وجهة الغرب لاستعادة توازنه في منطقة الساحل الأفريقي، خاصة بعد تصريحات مفاجئة للغزواني مؤخرًا حول الحماس لطرد فرنسا. وقال الرئيس الموريتاني إن توقعات السكان المتحمسين لطرد فرنسا مبالغ بها، واصفًا إياها بالصديق الذي له مستقبل في القارة الأفريقية.

 

وفي هذا الشأن قال المحلل السياسي الموريتاني، سيد أحمد محمد باب: "موريتانيا لاعب أساس في الساحل الأفريقي ولها دور كبير في هذه المرحلة في المنطقة، ودور مؤثر كذلك في مواجهة الإرهاب إذ خاضت معارك في السابق ضد تنظيم القاعدة وأيضًا ضد داعش".

 

وأضاف باب لـ "إرم نيوز" أنه: "صحيح أن دول الساحل تعاني من الانقلابات لكن لا تزال موريتانيا قادرة على القيام بدور في هذه الدول، لذلك علاقتنا بالدول الغربية تبقى قوية جدًا، خاصة مع الولايات المتحدة والناتو الذي يبقى شريكًا إستراتيجيًّا لنواكشوط".

 

وأكد أن "العلاقة مع الغرب لا تطرح كنقيض للعلاقات مع الشرق وفي مقدمته روسيا والصين، حيث هناك مشاركات مثلًا في القمة الروسية – الأفريقية، واستقبال للسفير الروسي وغيره من التحركات، لذلك موريتانيا ليست مخيرة بين هذا أو ذاك وهي تنظر إلى مصالحها ومن يخدم أمنها واستقرارها، وهو ما جعلها تؤدي دورًا كبيرًا حاليًّا، ولم لا تكون وسيطًا بين القوى الغربية والساحل الأفريقي أو الروس وهذه المنطقة؟".

 

وبيّن باب أن "موريتانيا تؤدي دورًا هامًا في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وكانت لها قوات في مالي مثلًا، وهو دور يؤهلها لأن تكون لها علاقات متقدمة مع الشرق والغرب".

 

من جهته رأى الخبير في الشؤون الدولية، رشيد خشانة، أن "الروس لم يقوموا بشيء من أجل التقرب من موريتانيا حاليًّا، وهي لا تزال شريكًا قويًّا وتاريخيًّا للغرب، وهي دولة مهمة جدًا الآن بالنسبة لفرنسا، إذ تُعد آخر قلعة لباريس في شمال أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط والساحل الأفريقي وموقعها يجعلها منفتحة على المغرب العربي ووسط أفريقيا وغرب أفريقيا".

 

وأشار خشانة في تصريح لـ "إرم نيوز" إلى أن "موريتانيا مكسب مهم لفرنسا التي أخرجت من المنطقة كلها إلا نواكشوط، واللغة الأولى في موريتانيا هي الفرنسية خاصة لدى النخب وغيرهم، لا يجب أن تفرط فرنسا في هذا البلد وستضغط بكل ما تملك لمنع سقوطها في قبضة النفوذ الروسي".

 

واستنتج قائلًا: "لا ننسى أن علاقات موريتانيا مع حلف شمال الأطلسي علاقات متقدمة جدًا، وهو ما تجسده المناورات العسكرية التي تتم بشكل سنوي فيها وفي دول أخرى، والهدف من هذا مطاردة الجماعات المتشددة في المنطقة".