الجزائر وموريتانيا .. محطات مضيئة

أربعاء, 12/29/2021 - 12:33
بقلم: لحياني عثمان - صحفي جزائري

في مذكرات الرئيس الموريتاني الراحل مختار ولد داده محطات مهمة وتاريخية في العلاقات الجزائرية الموريتانية، كان أبرزها سك العملة الوطنية" الأوقية" في الجزائر.

 

يكشف الرئيس ولد داداه أنه حين قام بإطلاع الرئيس الراحل هواري بومدين على قراره بتأميم شركة مناجم الحديد في نواذيبو والزويرات، وتكرار تجربة الجزائر في تأميم المحروقات، حذره بومدين من ردة فعل الفرنسيين، لكنه وضع كل مقدرات الجزائر رهن إشارة موريتانيا.

يؤكد الرئيس ولد داداه أنه أصر على قراره قائلا "طلبت من الرئيس بومدين أمرين اثنين، وضع قائمة بالإطارات الفنية الجزائرية التي يمكن أن تعوض سريعا الإطارات الفرنسية إن انسحبت من تشغيل المناجم، ومن الناحية العسكرية قررنا وضع وحدات عسكرية جزائرية على الحدود بين البلدين في حالة تأهب قصوى، دون أن نعلن عن سبب ذلك، وتكون هذه الفرق مستعدة للدخول إلى موريتانيا عند أول إشارة منا، ويكون الرئيس بومدين نفسه في منطقة تندوف يوم 28 نوفمبر 1974 في انتظار الإشارة للقيام بأية عملية ضرورية، وفي النهاية لم يصدر أي رد فعل من فرنسا، ولم نكن في حاجة إلى تدخل الجزائر".

 

لعبت الجزائر الدور الأبرز في تيسير انضمام موريتانيا الجامعة العربية، بعد لأي مغربي بحكم ان الرباط لم تعترف باستقلال موريتانيا حتى عام 1972، يقول ولد داداه "للأمانة التاريخية فإن الرئيس بومدين قام بالكثير من الجهود ليتم انتساب موريتانيا إلى الجامعة العربية، إذ كانت الطريقة المتبعة في الانتساب أن يتم قبول البلد العربي في اجتماع لمجلس وزراء الخارجية، لكن الرئيس بومدين أصر على أن يكون انتساب موريتانيا في قمة رؤساء الدول العربية التي انعقدت في الجزائر عام 1973".

 

ويضيف ولد داده "ما كان لإنشاء البنك المركزي الموريتاني وإنشاء العملة الوطنية أن يتما لولا المساعدة النفيسة للجزائر، عندما قررنا سك عملة وطنية اختارت الحكومة 5 إطارات عُليا في ميدان الاقتصاد وتم إرسالهم إلى الجزائر، وكان على هؤلاء الشباب أن ينجزوا المهمة في سرية تامة، فلو علمت السلطات المالية الفرنسية أو البنك المركزي لدول غرب إفريقيا لوضعت أمامنا الكثير من العراقيل". وتابع "أثبتت السلطات الجزائرية كثيرا من التضامن، وقد تفانى الخبراء الجزائريون في إنجاح العملية، ابتداءً بإعداد الكوادر الموريتانية وانتهاءً بطبع العملة الأوقية".