تعليق على ولد ابريد الليل

ثلاثاء, 04/23/2019 - 18:47

في أحد مقالاته تكلم ولد بريد الليل عن خاصية من الخصائص المتنحية للإبل
وهي الانتقام فأسهب وأغدق قائلا:"الجمال الخطرة هي تلك الأليفة المروضة
المقودة بين الخيام وبأيدي الأطفال ، إنها تختزن المعاناة والحقد إلى
لحظة معينة تحين عندها ساعة الانتقام ، والجمل المنتقم لايخطئ عدوه ولا
يستعيض عنه بغيره ، وللانتقام في عالم الجمال كما عند الناس مواسم..."
يبدو أن ولد بريد الليل اختار الموسم الأكثر إثارةللانتقام والغدر،بل
والأكثر ليعلن عن موقف زمل من الإبل وزمل الإبل هي المسنة منها المختارة
فقط لحمل الأمتعة ...
نسي وهو المفتون بالصحراء وإبلها حكايا الوفاء فيها وصبرها وتحملها
المشقة والعناء .
يعلن ولد بريد الليل موفقه السياسي من قناة تحسب على تيار الإسلاميين في
موريتانيا وهو البعثي الذي سيتحتم عليه الانقياد لهم بوصفهم ركيزة مركزية
في حملة مرشحه .
هم نفسهم الإسلاميين الذين تمت تصفيتهم من قبل صديقه المحاذي له ممد ولد
احمد عندما تم سجنهم وقطع منحهم وتصفيتهم من المؤسسات فمن يجب أن يفلش
مكر من ...؟
يعلن أن من أسباب انضمامه للمرشح ولدبوبكر الالتزام بالقانون وحماية
الدستور بوصفه إداري يعرف القانون ونسي أن الكثير من الإداريين لايلتزمون
بالقانون ولن نحلق عليا مع الخطوط الموريتانية في عهد ولد الطايع وماحدث
من خروقات قانونية بل سنكتفي بالتحليق المنخفض في التعديلات الدستورية
التي جسدت إرادة شعبية عارمة لم يشبها سوى أن التصويت على غير
الاستحقاقات التشريعية والرئاسية وهو نهج ديموقراطي جديد على الشعب
الموريتاني ...
أصدق ما صرح به ولد بريد الليل هي مقولة هجو :"أقوى مافي الدنيا فكرة حان وقتها" .
نعم حان وقت التملص من أحكام عسكرية خدم في ظلها ودبج فيها من الحروف ما
لا يحسب ولاء وتزكية، نعم حان وقت الانقلاب عليها بعد دعمها بكل قوة لأن
فكرة الانتجاع لدى البدوي تمنعه من الثبات على أرض فترحاله مقرون حيثما
كان الماء والكلأ ...
فمنذ مايقارب العام والنصف كانت الأنظمة العسكرية عظيمة الشأن الى حين
انتهاء فترتين من رئاسته لمجلس إدارة كنام لتتحول الى شيطان رجيم في نظره
بحكم مطلق، في الوقت الذي كان على مستواه الفكري أن يعلمه أن الحكم
المطلق قضية مبدأ والمبادئ لا تتبع لبورصة الرواتب والاعمال وازدياد
رؤوسالإبل. وأن الخلط بينه وبين الحكم القيمي خطأ لايغفر وقد يهوي بصاحبه
في مظان الجهالة والتسرع ..
يبرر انضمامه بأغنيةمشروخة يغنيها كل من يحاول تغيير معسكره: البلد ليس
بخير البلد  تجرى له عملية قلب مفتوح . ...
لا أعرف حقيقة لماذا لايمل البعض من تكرار هذه العبارات .
لنفترض هل عرفت أن البلد ليس بخير فقط عندما نويت الانضمام الى مرشحك ؟
أن تقول أن بلدا ما ليس بخير هذا الحكم بالتأكيد ليس وليد اللحظة فأي
لحظة تلك التي انتهى فيها "التفاوض" الى هذا العذر الضعيف .
ليست السودان أحسن حال منا في ظل تضخم وصل 70في المائة وارتفاع أسعار
المواد الاستهلاكية في موازنة 2018وارتفاع أسعار القمح واغلاق المخابز
فلن تجد قطعة خبز واحده تتناولها مع الشاي وأنت تكتب مقالا ... وجرب أن
تكتب مقالا من مقالاتك في الجزائر قبل الثورة لتعرف في أي زنزانة سينهي
بك المطاف ،هذه المقارنة الهزيلة تضعف بنية هذا التأييد وتجعل منه انضمام
وخلاص بلهجتنا العامية الجميلة ...
ثم لايمكنك أن تتهمم شعبا بالنفاق لتبرر اندفاعك ، الوعي الذي تتكلم عنه
هو وعينا نحن الشباب بضرورة إزاحة المقتاتون على الأنظمة أولئك الذين
يتبعون بوصلة الريح مُنهكي الحرف يمنة ويسرى .
الوعي الذي خلقته عشر سنوات من الديموقراطية وحرية الرأي والتعبير هو
الوعي الحقيقي الذي يقود الرأي الصادق الجاد وليس الرأي المستبد الذي
يلجأ دائما الى المساومات تحت الطاولة .
الشعب الموريتاني هو نفسه الشعب الأصيل الذي يعترف بالجميل ويقف في وجه
المحن دون انحناء هو نفسه الشعب الذي إن اعطاك قلبه اعطاك سيفه أيا كانت
درجة اقتناعه ووعيه .
لقد حسم الرئيس محمد ولد عبد العزيز يوم ذي قار قبل عشر سنوات عندما
التحق الاخيار بالركب وظلوا على العهد عندما تساقط القوم وتخففوا من عناء

الوطن لمصالهم الضيقة بمبررات لاتليق بما كانوا يروجونه عن أنفسهم ...

نبيلة الشيخ
مكلفة بمهمة برئاسة الجمهورية