كتاب جديد يسلط الضوء على صراع القاعدة وداعش في الساحل الأفريقي

اثنين, 11/27/2023 - 18:03

تسلط الكاتبة اللبنانية ميساء نواف عبد الخالق، الضوء على خلفيات الصراع بين الجماعات المتشددة في منطقة الساحل الأفريقي، الغنية بالثروات، من خلال كتابها الصادر حديثا بعنوان "القاعدة وداعش وصراعهما في الساحل الأفريقي".

 

ويهتمّ الكتاب الصادر عن "دار الفارابي للنشر" ببيروت بماهية الصّراع بين تنظيمي "داعش" و"القاعدة" في دول السّاحل الأفريقيّ ومستقبل الصّراع بينهما في هذه المنطقة الغنيّة بالثّروات لا سيما بعد أن مُنِيَ "داعش" بخسائر كبيرة في سوريا والعراق.

 

ويتناول الكتاب البيئة الحاضنة لتزايد نشاط كلّ من "داعش" و"القاعدة"، وتحديدًا تأثير البيئة الاجتماعيّة والسّياسيّة في دول السّاحل الأفريقي إلى جانب دراسة الواقع الاقتصاديّ وانعكاسه على نشاط التّنظيمين المتشدّديْن ومراحل تطوّر الصّراع بينهما مع إلقاء الضّوء على خريطة نفوذهما وتطوّر العمليّات الأمنيّة بينهما من أجل تقاسم النّفوذ في تلك المنطقة.

 

ويتناول هذا الإصدار البُعد الأيديولوجيّ وصراع النّفوذ، مع التّأكيد على أنّ كِلَا التّنظيمان يتقاسمان الرؤية نفسها فيما يخصّ سعيهما لإقامة دولة "الخلافة الإسلاميّة"، وأنّ ما يجمعهما هو الفكر المتطرّف مع جملة من الاختلافات غير الجوهريّة التي أوردها الكتاب.

 

ويعرّج الكتاب أيضا على دور التدخل الدولي في محاربة التنظيمات المتشددة، لا سيما بعد أن أصبحت القارّة الأفريقيّة، في العقد الأوّل من القرن الحادي والعشرين، من أهمّ ساحات التّنافس العسكريّ بين العديد من القوى الدّوليّة والإقليميّة، بسبب تركيبتها الجيوسياسيّة ومقدّراتها الاقتصاديّة والبشريّة وأوضاعها الأمنيّة والسّياسيّة الهشة، وثقلها في التّوازنات الدّوليّة.

 

ولفتت الكاتبة إلى اندلاع معارك عنيفة بين التنظيمين، أثارت الكثير من النقاش والتحليلات على المستوى السياسي والعسكري، إذ يؤكد مراقبون أن ما تمثله منطقة الساحل الأفريقي من فرصة كبيرة للتنظيمات المتشددة لإقامة دولتهم المزعومة بعد الهزائم الكبرى التي لحقت بهم في سوريا والعراق حيث تعد المناطق الحدودية إلى جانب قوات الأمن الضعيفة في التدريب والتجهيز والتوترات العرقية والدينية عوائق فعلية أمام نجاح المقاربات الأمنية الوطنية والأممية لإحباط العمليات العنيفة وهو ما شكل فرصة لتمدد نشاط "داعش" و"القاعدة" على حد سواء.

 

ووفقا للكتاب فإنّ "ما يعزز نشاطها هو استمرار الانقسامات الاجتماعية والعرقية والسياسية والدينية في دول الساحل الأفريقي التي تحول دون نجاح الجهود الوطنية والدولية لمحاربة الجماعات المتشددة.

 

وأشارت الكاتبة إلى أن دول الساحل الأفريقي تشهد تطورا ملحوظا في الصراع بين "القاعدة" و"داعش" بهدف السيطرة على هذه المنطقة وإحكام النفوذ عليها والاستفادة من ثرواتها وذلك في أعقاب الانهيار العسكري لتنظيم "داعش" في الشرق الأوسط عام 2017 ومحاولته تعزيز وجوده في منطقة الساحل لتعويض خسائره.

 

وقالت ميساء نواف عبد الخالق لـ "إرم نيوز"، إنه إلى جانب هذا الكتاب، تحضر لأطروحة دكتوراه حول تأثير التدخل الخارجي على مواجهة "القاعدة" و"داعش" في الساحل الأفريقي، وتستطلع من خلالها الترابط بين هذا التدخل ومواجهة التنظيمين وهل دخلت القوى الكبرى فعليا لمحاربة التشدّد أم تعمل وفقا لمصالحها.

 

وتحاول الكاتبة من خلال ذاك تبيان أهمية هذه المنطقة وتعزيز الوعي بخطر جرائم الجماعات المتشددة على السكان والمنطقة الغنية بالثروات، مُبدية أسفها لضعف البنى المؤسساتية وقلة الوعي بين الكثير من الشباب المنضمين إلى التنظيمات المتطرفة.