الشيخ الفخامة رجل التربية والإصلاح

أربعاء, 11/24/2021 - 10:10

يتبارى منذ فترة بعض المولعين بالنهش من أعراض الناس يمنة ويسرة في النيل من الشيخ الفخامة ولد الشيخ سيديا، لا لشيئ سوى أنه احتل مساحة كبيرة من دائرة التأثير، وأخذ جانبا ضخما من الأضواء في المشهد العام، دون أن يكون في ذلك لأحد عليه منة سوى الله تعالى، الذي جمع عليه قلوب كثير من الأخيار من كل فئات وطوائف المجتمع الموريتاني.

 

كانت هذه الموضة ولا تزال سلاح كثير من الناس لكي يلتفت إليه، ولكي يخرج من قاع المجهولية، فلا سلالم ترفعه غير سب الأخيار ومناطحة أهل الفضل، وقد سلطت هذه الحملات المسعورة على كثير من أعلام الأمة، فنالت من الشيخين بداه ولد البوصيري وهما أحياء يملأون ظهر الأرض علما وفضلا، ولم يسلما منها بعد أن رحلا، ونال منها الشيخ الداعية المصلح محمد ولد الشيخ سيدي يحيى وما تزال الحملة عليه مستمرة.

ولم تتوقف في أي وقت الحملة المستعرة على الشيخ محمد الحسن ولد الددو، والهدف واحد في النهاية، وهو مناطحة قامات أهل الفضل، والنيل من جبال العلم، وسباب الأتقياء الفضلاء.

 

ينقم هؤلاء على كل أولئك، وعلى الشيخ الفخامة، أنه صرف همته إلى العلم والدعوة إلى الله والإنفاق، وما زال على ذلك المنوال حتى اليوم يقرئ ويقري ويسد الخلات، ويهدي به الله آلاف الطلاب، يأتونه من كل فج، ويصدرون رواء من معين القرآن، بجر حقائب الصدور من مختلف علوم الشريعة وفضائل القيم.

في محظرة الشيخ الفخامة، تتآخى موريتانيا بألوانها وألسنتها وجهاتها وفئاتها، يفوح أريج الذكر، ويبلغ التراتيل عنان السماء، تشق صمت الليل، وأزيز النهار، فلا ترى غير ذاكر أو تال أو مصل، ولا يسمعون من الشيخ سوى مرحبا وقول مفيد كاستقم.

 

من هذه المحظرة تنطلق قوافل الخير، والإنفاق إلى مختلف جهات البلد، يفد أصحاب الحوائج، وتتوافد نخبة المجتمع، من كل جهاته، فالبلد أمين جامع لأشتات المكارم وفئام الناس.

 

ينقم هؤلاء على الشيخ الفخامة أنه اختار موقفا وموقعا سياسيا، يرى أنه الأنسب والأقوم، ويتناسى هؤلاء الشامتون أنه  حر في مواقفه، كامل الأهلية لاتخاذ ما يراه، وأنه ليس بدعا في ذلك من أي مواطن موريتاني، وليس بدع أيضا من كثير من أجلاء العلماء الذين توزعوا بين الموالاة والمعارضة.

يدعو بعض هؤلاء الناقمين الذين يوزعون الشتائم في كل اتجاه أبناء الفئات الهشة، وأصحاب المظالم التاريخية إلى مغادرة محظرة الشيخ الفخامة والابتعاد عنه، في موقف سخيف ورأي فائل، لا قيمة له، ومتى وجد هؤلاء في محظرة الشيخ الفخامة غير التبجيل والإكرام، والنهل من المعارف الشرعية، والإحسان، ولا شك أن ما سطره أبناء تلك الفئات من ثناء ودفاع عن الشيخ الفخامة، يدل على أن الفرق بين قلوب طيبة عمرها الإيمان والصدق والوفاء، وأخرى محترقة تفوح بسوء الطوية والحقد المتراكم.

وشتان بين مرتزق من عرق الكادحين والفقراء، صاعد على أكتافهم، وآخر يحمل همهم علما ودعوة وتربية وإصلاحا وإنفاقا، وتقديرا

 

إن الشيخ الفخامة باختصار هو أحد مفاخر موريتانيا، وأحد أركانها السامية التي يحفظ به الله أمنها وقيمها، وأحد أساطين العلماء، الذين بذلوا أعمارهم لتعلم القرآن وتعليمه للناس