المرابط ..ولد أحمد زيدان .. سلطان التقوى ورجل النصيحة

اثنين, 01/25/2021 - 11:31

محمد سالم - مثل المرابط محمد الأمين بن أحمد زيدان في منطقة الوسط الموريتاني ظاهرة إشعاع علمي اتسعت عمقا لتشمل كل مقررات المحظرة الموريتانية تدريسا واستيعابا وتأليفا، كما اتسعت انتشارا لتشمل أصقاعا متعددة من القطر الموريتاني ثم المغاربي بشكل خاص، حيث كانت مؤلفات ولد أحمد زيدان الركن الذي الذي لا تكتمل من دونه مكتبة الفقه والتصوف في المغرب الإسلامي والصحراء الكبرى

 

في بيت علم

 

العلامة المرابط محمد الأمين بن أحمد زيدان بن  محمد بيبه بن المختار بن سيد الامين بن المختار 

 

وقد كان جده محمد بيبه  أحد أبرز قادة الجكنين وعرف بلقب شيخ الطلبه والعرب
 عاش والده أحمد زيدان  طفولته يتيما  وعاش زاهدا عالما وقد اشرف على تربيته عمه " احمد بن المختار " لمعروف بأحمد صاحب السنة"ولم يعمر أحمد زيدان كثيرا بل غادر الدنيا وهو في مقتبل العمر بعد أن كان أحد القادة السياسيين المشهورين في قبيلته

وأما أمه فاطمة بنت سيد أحمد لحبيب وقد كانت عالمة ذكية جدا سريعة البديهة والحفظ يؤثر عنها أنها كانت تحفظ القصائد المطولة من سماع واحد، وقد اضطلعت هذه السيدة العالمة بتربية ابنها الذي توفي عنه والده وهو طفل صغير رفقة شقيقه سيد المصطف، وقد كانت مضرب المثل في حسن التربية حيث تركت بصماتها واضحة في حياة أبنائها ومسارهم العلمي المشهود

بدأ دراسته على والدته فاطمة بنت سيد أحمد الحبيب قبل أن يواصل الدراسة على خاله وكان محمد الأمين ولد أحمد زيدان مضرب المثل في سرعة الحفظ والذكاء وفي الورع والزهد

وتحتفظ ذاكرة المحظرة الموريتانية في منطقة لعصابة بأسماء عدد من العلماء الذين أخذ عليهم المرابط محمد الأمين ولد زيدان ومن بينهم

- المختار بن سيد أحمد احبيب (خاله) الذي تعلّم عليه القرآن الكريم.

- الدّيه بين المختار.

- أحمد بابا بن محمد الجكني

- محمد الامين بن أحمد المختار.

- سيدي محمد العلوشي.

- أحمد بن محمد المشهور بابن رار التنواجيوي

 

 

مؤلفات وتلاميذ

ترك المرابط محمد الأمين ولد أحمد زيدان شجرة مؤلفات زاكية تتنوع بتنوع متون المحاظر الموريتانية وقد تراوحت بين الأكاديمي المحكم والمبسط التمهيدي وذلك حسب مستويات الدارسين في المحظرة الموريتانية ومن أبرز تلك المؤلفات

 

الكتب المتخصصة

 

- المنهج إلى المنهج في شرح كتاب المنهج في قواعد المذهب المالكي

- شرح التكملة

- مراقي الصعود إلى مراقي السعود في أصول الفقه

- الرجز المفيد على غريب القرآن : تفسير لغوي

- منظومة في آداب التلاوة

- نصيحة الضعفاء و إرشاد الأغوياء

- نظم في الأصول و شرحه

- شرح على تحفة المحقق في حل مشاكل المنطق

- شرح على احمرار المختار ولد بونا

- الوظيفة ( مجموعة من الأذكار و الأدعية المأثورة )

- مرغب العباد ( نظم و شرح على أسماء الله الحسنى )

- النصيحة في شرح مختصر الشيخ خليل وهو كتاب ضخم اعتنى به حفيد المؤلف الشيخ الحسين بن عبد الرحمن بن أحمد زيدان حيث نشره في ستة مجلدات ويعتبر كتاب النصيحة من أمهات شروح مختصر الشيخ خليل

 

سلطان التقوى

 بسط المرابط محمد الأمين بن أحمد زيدان نفوذا روحيا وعلميا على مناطق واسعة من موريتانيا حيث وجد الناس في ظلاله الأمن والعلم وكان مهيب الجانب مرموق المكانة، يمثل نموذجا لفقهاء الرعيل الأول من علماء المسلمين حيث عزة الإيمان وإشراقة التقوى وندى اليمين، ولذلك قصده الناس لأغراض مختلفة فمن طالب علم وتزكية ينهل من معين القرآن والسنة، أو طالب حماية ومال يؤوب محميا مقضي الحاجة، أو طالب قضاء أو رد مظلمة الخ.

وقد حمل ولد أحمد زيدان لقب المرابط وهو لقب رمزي نالته قلة من علماء موريتانيا ويعني الدرجة العليا من الموسوعية والتأثير وحسن السيرة في الناس، وقد ربط المرابط محمد الأمين ولد أحمد زيدان علاقات مؤثرة مع مختلف الأمراء والزعماء السياسيين والعلماء في عصره، حيث كان مهيب الجانب لدى القادة السياسيين في إمارات البراكنه والحوضين ولعصابة وتكانت، فيما نالت أحكامه القضائية وفتاواه إكبارا وتقديرا من العلماء والأمراء على حد السواء

 

مغيب شمس

 

عاش المرابط محمد الأمين ولد أحمد زيدان 96 سنة ختمها في سنة 1325 هـ ودفن بمقبرة ميل ضمن مقاطعة كيفة حاليا، منهيا بذلك مسيرة علم وتقوى وتاريخ أحد أبرز رموز الإصلاح والعلم في موريتانيا