يتنفس عمدة عرفات وزعيم المعارضة في موريتانيا الحسن بن محمد جزء الصعداء بعد أيام طويلة من حبس الأنفاس في انتظار نتائج واحدة من أصعب وأشرس السجالات الانتخابية في موريتانيا
ولد محمد حافظ في جو الترقب على مستوى من الأمل كان يتضاءل مع كل هجمة جديدة لحزب الاتحاد من أجل الاتحاد من أجل الجمهورية الذي دخل الشوط الثاني ببدلاء من كبار اللاعبين
في مواجهة "إخوان الحسن" يصطف جنرالان يديران قطاعين بالغي الأهمية وهما أمن الطرق والجمارك، فيما يدير وزير المالية المختار ولد أجاي جانبا أساسيا من معركة استعادة عرفات من سيطرة التواصليين
في الأسبوع الأخير من الحملة تعززت كتيبة الهجوم الاتحادي بعناصر جديدة، خمسة من كبار رجال الأعمال يقودهم رئيس أرباب العمل زين العابدين بن محمد محمود.
وتحركت أصفار الأرقام الفلكية ليتم الحديث عن أكثر من 100 مليون أوقية رصدها اتحاد أرباب العمل لهزيمة الاتحاد
مئات الملايين تحركت من جهات قبلية وسياسية، وتم تنظيم الحملة منذ عدة أشهر.
تحالفات وخلافات
استطاع أنصار تواصل حسم البلدية بفارق ضئيل لا يتعدى بضع مئات من الأصوات، مستفيدين من عدة عناصر أبرزها
- روح الدفاع القوية التي تحلى بها أنصار الحزب الذين يعتبرون عرفات قلعتهم النهائية التي لا يسمحون بخروجها من أيديهم منذ أن وصلها الحزب في مرور انتخابي خاطف سنة 2001
- تحالفات نوعية مع قوى مهمة من المعارضة وقد أسهمت تلك التحالفات في جمع أصوات عدد كبير من المعارضة تحت نخلة تواصل
- خلافات حزب الاتحاد من أجل الجمهورية على مستوى مقاطعة عرفات وقد ظهرت تلك الخلافات بجلاء في التسجيلات المسربة التي تحمل وزير المالية جزء كبير من النتيجة التي آلت إليها حملة الاتحاد.
قلعة الإخوان
المتطرفون حسب وصف رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز أعادوا السيطرة على بلدية عرفات، وتعود قصة العلاقة بين عرفات وحزب تواصل إلى ما قبل ميلاد الحزب
في 2001 وصل مرشح حزب تكتل القوى الديمقراطية محمد جميل ولد منصور إلى بلدية عرفات عبر انتخابات نالت فيها أحزاب من المعارضة حضورا ضئيلا بين المقاعد الوافرة للحزب الجمهوري الديمقراطي الاجتماعي، وبعد أيام من الانتخابات عاقب الرئيس ولد الطايع الأمين العام للحزب وطرده من مهامه وعين لجنة جديدة لإدارته
بعد أشهر قليلة بدأ سيف العقاب يتجه إلى ولد منصور وأبلغه اتحاد رجال الأعمال يومها أن الدولة تحظر التعامل معهم، وقبل مغادرته الاضطرارية استطاع ولد منصور توقيع عقد مع عدد من رجال الأعمال المشتغلين في سوق الأفرشة لبناء سوق عثمان بن عفان على أن تؤول ملكيته إلى البلدية بعد فترة.
غادر ولد منصور إلى السجن ومنه إلى دولة بلجيكا وعاد بعد أن سقط ولد الطايع
في 2006 رشح تواصل عمدته الحالي الحسن ولد محمد في مواجهة عدة مرشحين وفاز قبل أن يعيد الكرة مرة أخرى في 2013، وأخيرا في 2018
المأمورية الثالثة
يتولى الحسن بن محمد ماموريته الثالثة على رأس بلدية عرفات وغالب الظن أنه سينشط مع إخوانه التواصليين في مواجهة ثالثة مأموريات الرئيس
ينتمي الحسن إلى مقاطعة بوتلميت غير أنه يمت بأواصر إجتماعية أخرى في مناطق من الحوضين العصابة.
يحمل الحسن إجازة في القانون وقبل دخوله معترك البلديات كان رجل أعمال ناشئا قبل ان تتبخر ثروته تحت رياح السياسة يقول مقربون منه.
يعتبر ولد محمد أحد ابرز قيادات الإسلاميين خلال العقدين السياسيين من عمر الحركة الإسلامية
ولا تتميز الماموريتان السابقتان لولد محمد باحداث فارقة فالهدوء الغالب على شخصيته ترك بصمته على عمل البلدية.
وباستثناء تقارير مفتشية الدولة التي تثني سنويا على التسيير المالي للعمدة الحسن فلا شيء في عرفات يغري بإعادة انتخابه سوى إصرار تواصل على ذلك يقول أحد حلفائهم من المعارضة
في مواجهة الحصار
شكا عمدة عرفات الحسن ولد محمد أكثر من مرة مما يعتبره حصارا تمارسه السلطة على بلدية عرفات حين تم استثناؤها من أغلب المشاريع التي نفذت في نواكشوط
وفي أحيان كثيرة تمت مضايقة العمدة نفسه، حيث منع بعض ضيوف البلدية من التنقل في بعض مناطقها.
ولا يظهر أن فك الحصار المزعوم عن بلدية عرفات سيكون من أولويات الرئيس محمد ولد عبد العزيز خصوصا في ظل تصريحاته المتعددة التي تتهم حزب تواصل بالإرهاب.
وفيما يحتفل إخوان الحسن بصد خيل الاتحاد من أجل الجمهورية عن نخلتهم في عرفات، يواجه عناصر سياسية في حزب الاتحاد قلق المساءلة عمن تسبب للمرة الثالثة في إخفاق حزب السلطة عن استعادة عرفات