المغرب في عيون الموريتانيين 

ثلاثاء, 07/30/2024 - 20:35

قبل الإستعمار كان سكان موريتانيا يجلون ويعظمون سلاطين المغرب ويعتبرونهم مرجعيتهم حتى آن البعض بايعهم واستعان بهم البعض في حربهم وكان البلاط العلوي محج الشعراء وطلاب العلم والحجاج الموريتانيين الذين دبجو قصائد من عيون الشعر في مدح سلاطين العلويين وكان لحواضر المغرب الكبرى كفاس ومكناسة ومراكش وطنجة ذكرها في أشعار الموريتانيين
 وهكذ ظل التواصل قائما بين منطقتين متجاورتين متحدتين في العرق والدين مشتركين في التاريخ والجغرافيا
إلى أن جاء الإستعمار الإسباني والفرنسي فالأسباني فك الترابط بين المستعمرات الفرنسية (موريتانيا وشمال المغرب)فجعلت فرنسا موريتانيا تابعة لمركز غرب أفريقيا في السنغال وجاء الجفاف ولعب دوره هو الآخر فقلت الأمطار في شمال موريتانيا فنزح أغلب السكان إلى الشرق وضفاف النهر جوب البلاد فاتسعت المسافة بين الموريتانيين والمغرب وإلى ذلك يشير سيد محمد ول الشيخ سيدي وهو بالساقية الحمراء

 أحمراء السواقي ما ورائي
الان غربت أيها الانشائي
تخال نصيص فتل العيس شهرا
يدوم من الصباح الى المساء

وقبيل الإستقلال كان هناك وجود للمغرب والإنضمام اليه عند مجموعة هامة من زعماء الاحزاب السياسية من بينهم ألزعيم أحمد بن حرمه وبعد الإستقبال واعتراف المغرب بموريتانيا دولة مستقلة صار الموريتانيون وحتى السنغاليون المجاوره يرون في المغرب دولة عظيمة عصرية قوية وفي جلالة المغفور له الحسن الثاني الرجل القوي في المنطقة برمتها جلالة ومهارة وقوة وحضورا 
بنى جلالته مسجد الحسن الثاتي في انواكشوط في منطقة لا تزال تسمى بسم المغرب حتى الآن سوقها ومؤسساتها 
تعززت هذه العلاقات إبان تحالف موريتانيا مع المغرب في حرب الصحراء فكان الموريتانيون ينظرون للمغرب بأنه الحامي لهم والسند للجيش الوليد ضد تحالف القذافي وأبو مدين  
فأرتسمت في قلوبهم صورة عظيمة لملك أفريقيا وسيد المنطقة وبلده العظيم ليس بحضارته وتاريخه فحسب بل بتقدمه وتطوره المذهل رغم انه ليس دولة نفطية 
ظلت هذه الصورة تكبر وتكبر في قلوب كل الموريتانيين خصوصا بعد الطريق البري الذي فسح المجال للتواصل المباشر والتبادل التجاري وبعثات الطلاب والمرضى الموريتانيين حينها شاهد الموريتانيون المغرب في صورة أكثر ألقا وجمالا وإبهارا إنه مغرب محمدن السادس الملك المحبوب مغرب القرن الواحد والعشرين الذي تطور كثيرا في كافة المجالات وتجاوز أفريقيا إلى مصاف الدول المتطورة في أوربا وغيرها ولا يزال الموريتانيون يعشقون المغرب ويرونه البلد الأكثر جمالا ورقيا وتحضرا ويرون في جلالة الملك محمدن السادس مكملا لمسيرة والده في بناء المغرب ومساعدة البلدان الفقيرة والمنكوبة خصوصا في أفريقيا 
هذه الصورة حاول تشويشها وتشويهها جماعة من المحسوبين على تيار القذافي وابومدين والذين استغلو وسائل التواصل الإجتماعي الحديث في بث رسائل تخدش تلك الصوة العظيمة والمكانة الكبيرة للمغرب وملكه في أعين وقلوب الموريتانيين لكن هيهات فلا يمكن للذباب مهما كثر أن يحجب ضوء الشمس في كبد النهار

خديجة الحسنية