إفريقيا المنهوبة ..رؤساء وأبناؤهم قادهم الفساد إلى السجون

سبت, 01/28/2023 - 16:26

المختار القاسم- ريم آفريك: تجمع مختلف الدراسات والمؤشرات الاقتصادية أن الفساد ونهب المال العام هو أهم معاول الهدم في اقتصاديات القارة، وتقدر بعض الأرقام حجم الخسائر الإفريقية جراء الفساد بحوالي 184 مليار دولار سنويا أي ما يناهز 25% من الناتج المحلي للقارة كل سنة، وقد أدى الفساد ونهب المال العام إلى تحويل القارة من كنز إنتاجي ثري بالمواد الأولية إلى قارة جوع وإرهاب تغرق في الأزمات الاقتصادية والديون

وتظهر تقارير صندوق النقد الدولي أن 10 بلدان إفريقيا تتربع على عرش الدول الأفظع مديونية في العالم مقارنة بمتغير الإنتاج الداخلي الخام ومن أهمها

السودان بدين عمومي يوازي 207 %من الإنتاج الداخلي الخام

 إيريتريا بــ 165%،

الرأس الأخضر بـ 123.5%

 الموزمبيق بـ 109 %

وإلى جانب هذه الأزمات الماحقة، كان عدد من الرؤساء الأفارقة قد انتقل إلى الثراء غير المسبوق، في وقت كانت فيه الشعوب تعيش أزمات ماحقة، وأدى هذا الفساد في النهاية بأولئك الرؤساء وأبنائهم إلى السجون أو حتى الانقلابات الوحشية ومن أشهر أولئك

الرئيس الغامبي: يحيى جامي الذي غادر السلطة مرغما بعد هزيمته في الانتخابات الرئاسية سنة 2017، منهيا بذلك حكما ديكتاتوريا استمر 23 سنة، وربطته فيها علاقات خاصة بحكام موريتانيا، وخصوصا الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز الذي ظل داعما لجامي إلى لحظة خروجه من السلطة، وتتهم السلطات الغامبية جامي بسرقة 362 مليون دولار على الأقل خلال فترة حكمه

وبعد مغادرته للحكم وكشف ثروته الهائلة وطرقه السحرية في السيطرة على خصومه صادر القضاء الغامبي ثروة هائلة تضم عقارات وطائرات وأسرابا من السيارات وحسابات بنكية، كما شرع القضاء في تعويض ضحايا ظلم جامي من خلال عائدات أمواله التي تم بيعت منها أجزاء لهذا الغرض

جاكوب زوما: يواجه هذا الرجل تهم الفساد الأكثر فظاعة في تاريخ جنوب إفريقيا ما بعد الزعيم مانديلا، حيث اتهم في قضايا متعددة تتعلق بالإثراء غير المشروغ وغسيل الأموال، وإخفاء ودائع تزيد على 30 مليون دولار من أموال القذافي، زيادة على تهم أخرى وانتهى المطاف بزوما سجينا بسبب الفساد واحتقار القضاء

إبراهيما كيتا: رئيس مالي السابق الذي أطاح به عسكريون شباب قبل ثلاث سنوات، واتهموه بالفساد وسوء التسيير، وإقامة نظام ثراء عائلي مكن أبناؤه من تحصيل ثروة كبيرة والاستيلاء على موارد أساسية من الاقتصاد المالي، 

آلفا كوندي: الرئيس السابق لجمهورية غينيا كوناكري، والصديق السابق أيضا للرئيس محمد ولد عبد العزيز، وأحد الذين بذلوا جهدا كثيرا لإقناعه بعدم مغادرة السلطة، لأنه سيجد نفسه في مواجهة المحاكمة وفق ما تؤكده مصادر سياسية متعددة، أخيرا وجد كوندي نفسه في مواجهة نفس المصير، وقادته تهم الفساد والديكتاتورية وسوء التسيير إلى السجن رفقة عدد كبير من وزرائه ومقربيه، ويواجه كوندي رفقة 188 آخرين شبهات الفساد، والإثراء غير المشروع، وغسيل الأموال، والتزوير، واستعمال التزوير في المحررات الرسمية، وتبديد المال العام، والتواطؤ".

 الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك 

نال حكما بالسجن لمدة 3 سنوات بتهمة اختلاس حوالي 10 مليون يورو ، وذلك نهاية حبسه على ذمّة التحقيق، منذ سقوط حكمه إبان ثورة يناير/ كانون الثاني 2011، 

- الرئيس الموريتاني السابق: محمد ولد عبد العزيز الموقوف حاليا لمواجهة القضاء، والذي يواجه حوالي 10 تهم بالفساد والاثراء غير المشروع، وقد جمد لحد الآن أكثر من 38 مليار أوقية قديمة من أملاك الرئيس السابق وهو ما يناهز قرابة 100 مليون دولار، وفي انتظار إدانته أو تبرئته يبقى ولد عبد العزيز أول رئيس موريتاني يحاكم بتهم تتعلق بفترة حكمة، وتبقى أيضا ثروته المجمدة هي الأكثر في تاريخ الملفات القضائية في البلاد، والتهم الموجهة إليه هي الأعلى والأفظع أيضا في  تاريخ المتهمين الموريتانيين

 

وإلى جانب هؤلاء فقد كان أبناء الرؤساء ومقربوهم عناوين قصص فساد واسعة في إفريقيا ومنها على سبيل المثال

يودورين أوبياننغ نجل رئيس غينيا الاستوائية ونائبه في الرئاسة، والذي يعتبر أحد أهم أثرياء القارة الإفريقية، رغم الفقر الذي يسيطر على 76ِ% من سكان بلده، ومنذ العام 2011 بات يودورين أحد أهم الأسماء اللامعة في تقارير الفساد وذلك حين اشترى يختًا، بقيمة 100 مليون دولار، وهو ما يقترب من ميزانية وزارة الصحة في بلده، إضافة إلى قصر في باريس يشمل 100 غرفة، ومقتنيات أخرى متعددة بقيم تناهز مئات الملايين من اليورو، وأساطيل من السيارات الفارهة من بينها 11 سيارة غالية الثمن وضعها القضاء السويري تحت طائلة التجميد، زيادة على عقارات متعددة في دول أوربية، وما يزال السياسي الثري مطاردا في دول عديدة بسبب سمعته السيئة في مجال الفساد والإثراء غير المشروع

دوزان زوما البالغ 38 عامًا، نجل الزعيم الجنوب إفريقي السابق جاكوب زوما، وهو أحد أثرياء بلاده، استطاع تحصيل ثروات بمئات الملايين من الدولارات، قبل أن يفر خارج البلاد، ولاعتقاده بأن ملفه أصبح طي النسيان عاد  إلى بلاده قبل سنوات ليقبع في السجن بتهمة الفساد .

كريم واد: أطلق عليه السنغاليون اسم وزير الأرض والسماء: استطاع تحصيل ثروة هائلة قدرت بأكثر من 1.5 مليار دولار، ويقال إنه كان يحصل على 15% من كل صفقة تجريها حكومة والده الرئيس عبد الله واد مع الشركات المحلية والأجنبية، وأخيرا وجدا واد نفسه سجينا بتهمة الفساد وأرغم على دفع غرامة تزيد على 200 مليون أورو، وانتهت أحلامه بخلافة والده في القصر الرئاسي السنغالي

إيزابيل دوس سانتوس: ابنة الرئيس الأنقولي الراحل: وهي متهمة في قضايا فساد هائلة، من بينها اختلاس 6 مليارات دولار من شركة النفط الحكومية في بلادها، إضافة إلى تأسيسها قرابة 400 شركة مكنتها من أن تكون الذراع الاقتصادي الأكثر ثراء في حكم والدهاـ واستطاعت السيدة إيزابيلا أن تتربع على عرش الثريات الإفريقية باعتبارها أغنى امرأة في القارة، بينما نال شقيقها حكما بالسجن خمس سنوات بتهمة التحايل على تسيير 500 مليار دولار من الثروة السيادية للبلد الأكثر ثراء في إفريقيا

وبين هؤلاء الرؤساء وأبنائهم كتبت قصة ثراء إفريقي غير مسبوق، تعيشه تحت ظلاله عقود من الفقر والفاقة، والجوع والحروب الأهلية