البنك الإفريقي للتنمية: القارة السمراء تواجه فجوة بـ 1.3 تريليون دولار

أربعاء, 09/14/2022 - 11:30
إفريقيا تواجه فجوة بـ 1.3 تريليون دولار في تمويل المناخ خلال عقد

قال البنك الإفريقي للتنمية إن القارة السمراء تخسر ما بين 5 و15 في المائة من نصيب الفرد من النمو الاقتصادي، بسبب تداعيات تغير المناخ وتواجه نقصا كبيرا في التمويل المناخي.

وبحسب "رويترز"، تضررت إفريقيا بشكل غير متناسب من تداعيات تغير المناخ، الذي أدى إلى تفاقم حالات الجفاف والفيضانات والأعاصير بأنحاء القارة في الأعوام الأخيرة.

وقال كيفين أوراما، كبير الاقتصاديين بالإنابة في البنك الإفريقي للتنمية، في بيان صدر أمس، إن الدول الإفريقية تلقت نحو 18.3 مليار دولار من التمويل المخصص لمكافحة تغير المناخ بين عامي 2016 و2019.

لكنها تواجه فجوة تقارب 1.3 تريليون دولار في تمويل المناخ للفترة من 2020 إلى 2030.

أضاف أوراما "تعكس هذه المبالغ حجم الأزمة. الاستثمار في التكيف مع المناخ في سياق التنمية المستدامة هو أفضل طريقة للتعامل مع تداعيات تغير المناخ".

وتعهدت الدول الغنية في 2009 بتقديم 100 مليار دولار من التمويل الخاص بالمناخ للعالم النامي. لكن هذا التعهد لم يتم الوفاء به إلا جزئيا ومن المقرر أن ينتهي 2025.

وانتقد اجتماع وزراء أفارقة في القاهرة الأسبوع الماضي، قبل قمة المناخ كوب 27 التي ستعقد في تشرين الثاني (نوفمبر)، نقص الدعم الذي قالوا: إنه أدى إلى استفادة القارة من أقل من 5.5 في المائة من تمويل المناخ العالمي.

وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أخيرا، إنه مع ارتفاع درجات الحرارة ومنسوب مياه البحار وظروف الجفاف والفيضانات، تؤثر تداعيات تغير المناخ بشكل غير متناسب في إفريقيا، داعية إلى مزيد من التمويل لمساعدة الدول على التكيف.

وتصدر إفريقيا 2 إلى 3 في المائة فقط من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم، لكن بشكل عام ترتفع درجة حرارة القارة بأسرع من المتوسط العالمي، وكان العام الماضي واحدا من أكثر أربعة أعوام حرارة على الإطلاق، حسبما ذكرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في تقريرها "حالة المناخ في إفريقيا 2021".

يأتي ذلك في الوقت الذي تطالب إفريقيا الدول الأكثر ثراء والمسببة للتلوث بتقديم مزيد من الأموال لمشاريع التكيف في القارة والتعويض عن الخسائر المرتبطة بتغير المناخ، وهي موضوعات من المتوقع التركيز عليها خلال مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ "كوب 27".

وقالت المنظمة: إن الحاجة إلى مزيد من الاستثمار في التكيف مع المناخ أمر بالغ الأهمية، وإن التأثيرات المناخية يمكن أن تكلف الدول الإفريقية 50 مليار دولار سنويا بحلول 2030، ويأتي الجفاف والفيضانات في مقدمة بواعث القلق.

وتسجل بعض مناطق إفريقيا ارتفاع منسوب مياه البحار بأسرع من المتوسط العالمي بمقدار ميليمتر واحد سنويا، ما يؤدي إلى تفاقم خطر الفيضانات الساحلية الشديدة.

كما ألقى التقرير الضوء على تزايد اضطراب أنماط الأمطار الذي أدى إلى أسوأ موجة جفاف في القرن الإفريقي منذ أكثر من 40 عاما وفيضانات مدمرة في مناطق جديدة من القارة بوتيرة أكثر تكرارا.

وسجل جنوب السودان أسوأ فيضانات منذ 60 عاما العام الماضي، التي ألحقت أضرارا بأكثر من 800 ألف من السكان، بينما شهدت تشاد هذا العام أكثر هطول للأمطار خلال ما يزيد على 30 عاما، لتواجه مع عديد من الدول الأخرى في وسط وغرب إفريقيا فيضانات موسمية.

ويؤكد العلماء أن الحرارة الشديدة والأمطار الغزيرة تفاقمتا بسبب تغير المناخ الذي يسببه البشر، وستزداد شدتها وتواترها مع استمرار ارتفاع درجة حرارة الأرض.

وقال بيتيري تالاس الأمين العام للمنظمة، إنه لتحسين مقاومة الدول الإفريقية، "من الضروري أن تسرع القارة الجهود لتأسيس أنظمة إقليمية ومحلية قوية للإنذار المبكر وخدمات مناخية".

ويقدم التقرير تنبؤا قاسيا بالأزمات المرتبطة بالمناخ التي تهدد إفريقيا، إذ أكد أنه من المستبعد أن تحظى أربع من كل خمس دول إفريقية بموارد مياه مدارة على نحو مستدام في غضون سبعة أعوام، ومن المتوقع أن يؤدي الإجهاد المائي وحده إلى نزوح ما يصل إلى 700 مليون شخص في الفترة نفسها.