عمودعبدالكريم الوزان يكتب: ياحضيري بطل النوح

اثنين, 06/07/2021 - 10:24
عمود عبدالكريم الوزان

حضيري هو المطرب الريفي الراحل حضيري حسن بن رهيف الصرخبي العبودي المشهور بـ حضيري أبو عزيز ( 1909-1973) ، وهو من مدينة الناصرية جنوبي العراق قضاء الشطرة  . بطل : اترك ، أما النوح فهو البكاء بمرارة مصحوب برثاء . وله أغاني مشهورة منها عمي يبياع الورد ، وعلى درب اليمرون، سلم علي بطرف عينه وحاجبه ، واغاني ومواويل تراثية كثيرة.

تعود قصة الأغنية الى ان المرحوم ابو عزيز( بلبل الريف الغريد ) كما لقبه أبناء مدينته ، قد أحب فتاة من هناك تدعى (هدية ) وهام بها حتى شاعت علاقتهما ، مما اضطر أهلها الى الهرب بها والرحيل الى بغداد . 

وبعد انضمامه الى ( دار الاذاعة العراقية او كما تسمى السلكية ) عام 1945 ، لم يتردد في ذكرها والتغني بها مرات عديدة ، حتى خاطبه المطرب الراحل داخل حسن من خلال اغنيته ( ياحضيري بطل النوح ) وأبدع فيها المطرب القدير حسين نعمة  وكلماتها :

ياحضيري بطّل النوح واهجع شويّه

نوحك ما عادش يفيد وشالت هدِيّهْ

علفاركوني والله مابطل نوح

أيه والله واعمي عيوني وابصم لسيبها الروح

آنه هويته بضــــــــــــــيم ما جاني كوّه

إيه والله وانكر الأخوهْ ويكلي انت منين

يا يابه موشيّبتني مودخت ، موملّيت

ولك رحت وعفتني ما خفت ربك ليشْ

وقيل  انه لما تقدم لخطبة ( هدية ) , رفض أهلها وهددوه وطلبوا منه مغادرة المدينة  ففعل . وكان يلوم ويعتب على أهله لانهم لم يعينوه على العثور على( ولفه ) أي حبيبته ، فكانت اغنيته ( هلي يظلام) ، وهي من بين ألأغنيات الأولى التي غناها في الإذاعة  :

لايا هلي الظلام ردوا عليه

جيبولي ولفي عاد مو اني خطيه

هـــــــــــلي اه يا هلــــــــــــــــي

يا ظــــــــــــــلام يا هلي

ماجـــــــابوا ولفي الي

والفـــــــركه يا هلي

جوت كليبي جوي

رحمهم الله جميعا  ، فقد كانوا بتلقائيتهم وعفويتهم الريفية ، يدركون معنى الحب الحقيقي والوفاء للحبيب و ( ينوحون ) بصدق ، ليس على من يهوون ويعشقون فحسب،  بل على الأرض والعرض والحمى والناموس  ، وهو خلاف( نوح )  الفاسدين اليوم  على جمع الأموال من خلال السحت الحرام والنهب والسرقة وغسيل الأموال والخطف ولي الأذرع وتحدي القوانين والأنظمة ، أو ( كنوح ) بعض السياسيين والحكام على الولاء للأجنبي على حساب الوطن والشعب وعلى مايصدّره لنا من تخلف وترهات ، وقل ماشئت عن كل الأفعال والممارسات الارهابية وغير الحضارية المنافية للأخلاق والقيم والسلام ،  التي أذاقت العراقيين  مر العذاب و الألم والآهات والضيم .  وحال لسان الناس اليوم كأنما يخاطبهم (ياظلام ..جويتوا كلوبنا جوي موكافي بطلوا النوح وهجعوا شوية  ،  موكافي احنه خطية وباجر ترحلون مثل مارحلت هدية )!!.