من ذكريات الضفة : 14..رمضان ونفحات من أدب النصرة النبوية/الأستاذ الأديب ان بن حامدن

خميس, 04/15/2021 - 23:50

بمناسبة شهر رمضان المبارك والذي يتزامن مع شهر إبريل الميمون الذي ولد فيه المصطفى صلى الله عليه وسلم سنخصص هذه الحلقة من "ذكريات الضفة" لغرض المديح فإن ذلك من أفضل ما نستقبل به أول جمعة من هذا الشهر الكريم  .
سننتقل بحضراتكم مرة أخرى إلى النادي الثقافي بثانوية روصو لننقل لكم لقطات حية تشنف آذانكم وتقرعيونكم من بعض ما كان ينشد في هذا النادي من المديح النبوي .
قال الأستاذ العميد سيد محمد بن متالي بمناسبة الرسوم المسيئة إلى صاحبها :
محمد النبي الهاشمي =صفي الله و الروح الزكي 
محمد النبي جا بدين =فمنكر دينه هو الغبي
 فلولا فضله ما كان غربٌ =ولولا نوره ما كان حي 
ألا فاحطط رحالك في ربوع =هي الربع الزكي الأريحي 
ربوع البيت إن بها مقاما =غذاه الأبطحي الزمزمي
 أقول لملحد رام ادعاء= بذاك الرسم إنك سامري 
و ذي الصحف التي أصدرتَ سخفٌ =و ذا الكلِم الذي تحويه عِي 
"فغض الطرف إنك من نمير"  =  و عَضَّ الأيرَ أنت دَنِمْركِي 
و مُصَّ الأير من لاتٍ و عُزّى= و ما نَجَلَ الأساف هو الدني
 دني بل عيي بل غبي =غبي بل دني بل عيي
 ألا يا جمعُ فاسمح جام طيشي =فقد ينتابني كلِمٌ بذي 
و يحضرني لحسان مقال= فأورده و يسعفني الروي 
" لساني صارم لا عيب فيه= و بحري لا تكدره الدلي"
وقلت بالمناسبة ذاتها القصيدة التالية بعنوان الجناب الرفيع :
كلاب الروم تنبح والجناب= رفيع لا تحوم به الكلاب
براء من دناسة كل عيب = جناب المصطفى أنى يعاب
ألا تبت يدا نذل أجير = وللأنذال زمرته التباب
فإن راموا بما قالوه زورا = مؤامرة يمس بها الجناب
فقد رامته شيعتهم قديما = فما نالوا وقد خسروا وخابوا
كساعٍ من رداه إلى هضاب = لينطحها فأوهته الهضاب
أيخلص للجناب ونحن قوم =إلى دين الحبيب لنا انتساب
نصرع دونه وتهون منا = دفاعا عن شريعته الرقاب
نهيم بحبه فخرا وتيها = وبعض الحب ليس به عتاب
كريم من كريم من كريم = على أخلاقه أثنى الكتاب 
ثناء قد ثنى المثنين لكن = لهم جهد المقل فلن يعابوا
تبارت نجب فكرهم فأمست =لواغبَ في الزمام لها هِباب
فلا والله ما داناه ساع =طباه لنيل مكرمة طلاب
فليس البدر ليلة أضحيان = بأحسن منه إن كشف النقاب
تباري الريح مرسلة نداه = ويحكيه فيعجزه العباب
شجاع يحتمي من كل بأس = إذا حمي الوطيس به الصحاب
وإن يُعقدْ لدى الهيجا لواءٌ = تفز بالنصر رايته العقاب
به أسرى الإله كما أراه= أمورا دونها ضرب الحجاب
رؤوف بالأنام بهم رحيم= وجيه عند خالقه مجاب
لواء الحمد يرفعه وترجى = شفاعته إذا قام الحساب
أقام بطيبة الغرا فطابت = وآزره الرجال بها فطابوا
رجال لا تلين لهم قناة = إذا ما الحرب شب لها ثقاب
بطاء إن إلى العوراء يدعوا = وإن يدعوا إلى الجلى أجابوا
أيا خير الأنام وخير من قد = إنيخت عند ساحته الركاب
لأنت الرحمة المهداة حقا = تفيأها المشايخ والشباب
أتيت القوم بالسمحاء هيما = فروتهم مناهلك العذاب
عليك سحائب الصلوات تترى = يؤازرها سلام مستطاب
وقال الأستاذ محمد سالم بن سناد :
كيف الثناء على النبي محمد=والوحي فاح بما له من سؤدد
وتفتقت أكمام زهر بيانه=عن وصفه بمحاسن لم تنفد
ما من نبي لم يبشر قومه=بك يا عظيم القدر قبل المولد
صلوا وراءك وانتهيت لمنزل=لم ينزلوه ومشهد لم يشهد
حتى أمين الوحي قصر عن مدا =ك بخ بخ لك من كريم سيد
وأتيت حين أتيت غير مذمم=حلو الشمائل أبطحي المحتد
ما زلت في نصب وجهد جاهد=نأيا بنا عن كل أمر مفسد
مذ قال ربك قم فقمت مشمرا=عن ساعد للحزم عبل أيد
مهما تقل فالقول فصل بين=وإذا ترى فالرأي غير مفند
ومنعت بالسيف الأصم حماك من=طبع الغزاة وعاديات الحسد
حتى إذا انهزموا على أعقابهم=طردتهم في الأرض كل مطرد
دانت لك الغلب الرقاب وأمكنو=ك من القياد ومن يسلم ينقد
وسما بك القوم الألى قد هاجروا=مستضعفين إلى مناط الفرقد
وتوحد الأوس الغطارف والخزا =رجة الخضارم فيك أي توحد
وتعانقوا من بعد ما أغرى اليهو=د الحرب بينهم بكل مهند
واليوم عاد بنو النضير ولفهم=وبنو قريظتهم لهدم المسجد
المسجد الأقصى المبارك حوله=والمسلمون كمأتم متبدد
طوبى لقوم بايعوك وقاتلوا=دون الحقيقة باللسان وباليد
صلى عليك الله يا أهل الندى=ما ذر قرن الشمس بين الأنجد
وعليك من صلوات ربك كلما=غنى الحمام ببانه المتأود
وقلت في ذكرى المولد النبي الشريف :
تراءت للوجود رؤى تروق = ولاحت في السماء لها بروق
فصبح الخير آذن بانصداع  = وليل الشر داهمه الشروق
بميلاد المشفع من تناهى = إليه الفضل والحسب العريق
أيا يوما به البشرى أزفت  = إلي الأكوان حق لك السموق
إلهي بالحبيب أقل عثاري =وآل المصطفى نعم الفريق
وأصحاب له قد آزروه = لهم من ربهم عهد وثيق
تربوا في حضانته فنالوا = مقاما باستقامتهم يليق
فمن وحي الكتاب لهم صبوح = ومن هدي الحديث لهم غبوق
أطاعوا الله إذ صدقوه حقا =عهودهم فكلهم صدوق
وباعوا بالجنان له نفوسا =إلى غير الشهادة لا تتوق 
هم الأبطال تعرفهم حنين = وبدر والعشيرة والسويق 
فمنهم ذو الخلال أخو المزايا = خليفته مصدقه العتيق
معيد إلى الرشاد عقول قوم = عن الغراء كان لهم مروق
أمير المؤمنين كذاك منهم = سراج تستنير به الطريق
وذو النورين ثالثهم حيي = لباس حيائه ضاف صفيق
وحيدرة الإمام كليث غاب = إذا حرب يشب لها حريق
وباقي صحبه كل تقي = نقي نحو طاعته سبوق
بجاه المصطفي وبهم جميعا = لنا تقضى الحوائج والحقوق
وإني إذ دعوت بجاه طه = بنيلي ما أأمله حقيق
وأرجو أن أنال به سلوكا = إلى مرضاة خالقنا يسوق
وعلما نافعا بسنا هداه = أنال مكانة عليا تروق
يقود النفس للطاعات دأبا = وعن عصيان بارئها يعوق
وعفوا عن جرائم قد تنامت = فعنها الحصر إن عدت يضيق
وبعدا عن جهنم إن جسمي = لنيران توقد لا يطيق
صلاة الله يتبعها سلام = على المختار ما لذ الرحيق
وقلت في ذكرى الإسراء والمعراج :
ذكرى انطلاقة رحلة الإسراء  = قُصِّي الحديث فإن فيه شفائي
قُصِّي الحديث فإننا بسماعه  = سعداء نصغي أيما إصغاء
قصي الحديث عن الحبيب وشنفي  = آذاننا بعجائب الأنباء 
قصي بفخر قصة الإسراء والــــــــمعراج للأجيال والأبناء 
هيا أضيئي للوجود وبددي  = سدف الظلام بنورك الوضاء
ذكراك تذكرنا بأعظم حادث  = شهدت وقائعه ربى البطحاء
فالقدس حيث الأنبياء تأهبوا  = ليؤم جمعهم أخو السمحاء
في موكب لبس الوقار مهابة  = يسمو به الأقصى على الجوزاء
في ليلة ميمونة مشهودة  = أكرم بها من ليلة غراء
هبطت بها الرحمات من رب السما = لتعم فضلا ساكني الغبراء
وازينت فيها السماء وفتحت  = أبوابها فرحا بأكرم جاء
والصبح أسفر بعدها متهللا  = والليل بات معطر الأرجاء
نزل الأمين على الأمين محملا = من ربه ببشارة استدعاء
وأعد للسفر البراق مطية  = مختارة لمهمة الإسراء
هب الحبيب ملبيا متشوقا  = للقاء مولي الفضل والآلاء
والروح جبريل الأمين رفيقه  = حتى انتهى للسدرة الزهراء
ودنا فكان من الدنو بحيث ما  = في الذكر جاء مفصلا بجلاء
فهناك بوأه الإله مكانة  = عنها تقاصر سائر الفضلاء
وهناك شرفه بفرض دعامة  = تنهى إقامتها عن الفحشاء
وأراه من سر الغيوب مشاهدا  = ما إن رآها قبل أحمد راء
ثم انثنى لمكانه والليل ما  = زالت تسجيه دجى الظلماء
وغدا يقص لأهل مكة ما أرا  = ه من الغيوب معلم الأسماء
يا من حباه بما حباه إلهه  = يا ذا السنا والعزة القعساء 
هذي هدية خادم لجنابكم  = يرجو النجاة بها من الأسواء
لو كان يحسن في القوافي غيرها = لأتاكم بقصيدة عصماء
تختال في حلل البيان بديعة  = قد أطربتها نشوة الإهداء
طابت أوقاتكم
انَّ حامــدن امَّـــحْ