العدالة والتاريخ سينصفان محيي الدين

أربعاء, 03/17/2021 - 13:55

في سبعينيات ت القرن المنصرم بدأ رجل الأعمال الشاب يومها أحمد سالك ولد أبوه نقل جزء من استثماراته إلى موريتانيا مستجيبا لدعوة الرئيس المختار ولد داده، وتشجيعه للاستثمار حيث نقل ثروته من إسبانيا والجنوب المغربي إلى موريتانيا

أخذ مسار رجل الأعمال الذي يستند على تراث قيمي ضارب في أعماق الآثار والمآثر التي خلدها القضاة الموسويين، اتجاها غير تقليدي، فقد ركز على استثمار صلب من خلال شركة اسمنت موريتانيا وغيرها من المؤسسات التي تعكس وجهة نظر استشرافية، فقد كانت نواكشوط يومها ومدن الداخل بشكل عام تتمدد، وأطراف الدولة تتسع، وحركة البناء والتعمير تتزايد.

اعتمدت شركة اسمنت موريتانيا على الجودة معيارا أساسيا للعمل، وسرعان ما أصبحت الرقم الأول في صناعة الإسمنت ولا تزال كذلك، وعلى الاعتماد الذاتي أيضا قمت فأنشأت منتصف الثمانينيات خط الكهرباء الخاص بها.

ولم تستفد الشركة طيلة الفترة المذكورة من تسهيلات ولا امتيازات، بينما حرقت المراحل لمؤسسات أخرى، وتعثرت أخرى استعجلت الربح على حساب الجودة.

ومع بداية التسعينيات وسعت مجموعة أحمد سالك نشاطاتها مع فضاءات استثمارية جديدة في قطاع المعلوماتية والأجهزة الإلكترونية، عبر شركة توب تكنولوجي التي كانت أول نافذة فعالة للبلاد نحو التقنيات الحديثة، ومن بوابة هذه الشركة عبر كثير من المهندسين، إلى عالم الشهرة، ووجدوا فرصة للعمل الشريف والمردودية المالية في ظرف لم يكن فيه أي اهتمام رسمي ولا شعبي بالتحول التقني الذي يعيشه العالم.

 

ومع شركة النجاح وغيرها من المؤسسات، وسعت المجموعة عملها في الداخل والخارج، وأنجزت عشرات المنشآت المهمة في موريتانيا والسنغال وغيرهما من الدول، ومع شركات عالمية عاملة في بلدان متعددة.

 

لقد كان التحدي الأكبر للمجموعة هو التعاطي مع متغيرات ومسارات العلاقة بين السلطة والقطاع الخاص، وخصوصا من خلال خوض مغامرة بناء مطار جديد لموريتانيا، رغم أن كثيرا من رجال الأعمال أحجم عنها، ورغم ان تكاليف هذا المطار كانت تتجاوز ميزانية موريتانيا مرتين عندما بدات الشركة في إنجازه.

أنجزت الشركة المطار وفق تصميم نموذجي، وبدأت حركة الملاحة الجوية في مسار جديد وفعال عبر مطار بالمواصفات العالمية، وقد كان نصيب الشركة هو أرض المطار الجديد، وقطاع صكوكو، ولم تكن هذه المساحات قادرة على تعويض تكاليف المطار، أحرى أن تكون ربحا.

طوال فترة إنجاز المطار تعرضت شركة النجاح ومجموعة أحمد سالك ولد أبوه ومديرها محيي الدين ولد أبوه لحملات إعلامية متعددة، ومحاولات ابتزاز متعددة، من خصوم وجهات سياسية وتجارية، لكنها واصلت في الطريق الذي لم يعد ممكنا الانسحاب منه حتى سلمت لموريتانيا مطارها.

 

 

لقد تكبدت المجموعة خسارات هائلة، لكنها لم تفقد مشروعها القيمي والخيري الذي تواصل بنفس الوتيرة في بناء منازل للأسر المتعففة، بعيدا عن الإعلام والدعاية، وفي رعاية المحاظر، وفي بناء المساجد، وفي نشر الكتب والتراث العلمي الموريتاني.

كما واصلت نفس مسار التشغيل الذي كان توفره، حيث لا تزال من أهم منصات التشغيل في القطاع الخاص في موريتانيا في تخصصات إدارية ومهنية وتقنية متعددة.

ينضاف إلى ذلك أن المجموعة حققت نجاحات متعددة خارج البلاد، وداخلها في مشاريع الإنشاءات المختلفة التي تولتها مع شركات التعدين أو مع في دول متعددة.

وما من شك أن مجموعة النجاح بشكل خاص من أكثر المؤسسات قدرة على النجاح الفعال في السوق الإفريقية، وسوق منطقة الساحل بشكل خاص نظرا لكفاءتها وقدراتها، وتجربتها المتعددة، ورهانها على الجودة.

وإذا كان مدير النجاح اليوم الإداري محيي الدين ولد أبوه ضمن المشمولين في ملف فساد العشرية، فما فمن شك أن العدالة ستنصفه، وأن أي تحقيق شفاف كفيل بأن يظهر أن مسار تعامله مع الدولة كان مهنيا وبناء ومفيدا للدولة ومؤسساتها أكثر من إفادته للنجاح ومديرها.

أما التاريخ فسينصف ولد أبوه في أكثر من مجال، في المنشآت الباقية لموريتانيا، وفي كم التشغيل الهائل الذي توفره مؤسساته لآلاف الأسر، وفي أعمال الخير والبر والمتدفقة، وفي التزامه الصمت والهدوء رغم ما يشن عليه من حملات تشويه مغرضة