محمد المصطفى الشيخ سعدبوه- بين الفينة والأخرى تستحضرني ذكراه .. تستوقفني محطات حياة عشتها جنبه..ينتابني شعور عميق وأنا اتذكر سفر خالدا من المجد قوامه عبادة الله والخوف منه ... مجد مدعم بالعلم والورع والتقى والزهد حتى عاد محط انظار الجميع وقبلة كبيرة لرواد العلم من كل فج عميق داخل الوطن وخارجه ... ابواب مفتوحة جيئة وذهابا للوافدين والمغادرين وقرية تعج بصنوف تشكيلات المجتمع وأخوة صميمية في الله آخاها العلم وعمقت تربية القلوب تعلقها بالواحد الاحد
في حضرته وبين يديه ترى نفحة إيمانية عميقة يحدثك بها حدسك قبل ان تسمع منه امرا بمعروف اونهيا عن منكر اودعوة للتوجه إلى الله بإخلاص فهو المعبود وحده لاشريك له ..في حضرة والدنا وشيخنا الشيخ سعدابيه خليفة والده شيخنا الشيخ التراد بن العباس يرقى بك الإيمان حد ان تجعل الله أمامك في كل صغيرة وكبيرة .. الاحتكام هنا لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم دونما حيدان.. كان مدرسة علمية راقية بكل مواصفات الرقي لا مجال هنا للبدع ولا للمنكرات..علماء اجلاء يتأبطون كتب المذاكرة وهم يعبون من منهل صافي وزلال .. شعراء عظام من المتمكنين في اللغة والشعر هالهم مشهد عايشوه فتغنوا به انبهارًا بدوره الإشعاعي المتميز فهذا الشاعر الكبير الشيخ احمد بن آده الجكني يقول في رائعيته الشهيرة:
لقدصرمت هندو ولا الصرم من هندي
اشد على الاحشاء من صارم الهندي
فجد الهوى ان صح حبل وصالها
او ان تصدت للقطيعة والصدي
فقدت بسهم اللحظ قد حماضة
تثنت مشي العطف معتدل القدي
زمامي لها مذ صرت في قبضة الهدى
فلا شيهم أهوى املك للجهدي
فنم بما اخفي تردد زفرتي
وتهتان مصطان الدموع على خدي
فدع ذا وسلي النفس واصرف عنانها
إلى منقذ المجهود من ورطة الجهدي
ومقصد كل القاصدين لأربة
فيصدرهم كلا بآيلة القصدي
فيقصد وجه الله ليس بمسرف
ولاكنه بالقسط جدا وبالقصدي
إذا دبرآن لاح بالنحس طالع
محى نحسه يوما بطلعته سعدي
فيصبح زهر الروض فاتق رتقه
ومفتوق رتق النحس يرتق بالسعودي
تعهد بالمعروف حتى كأنه
لمعهده اياه للارض كالعهدي
فإيعاده والوعد مزج ومزعج
وفي اذا ماعاهد الله بالعهدي
له الحكم في حل الأمور وعقدها
بحق من اقوام اولي الحل والعقدي
كأنهم للكون عقد زمردي
ولاكنه حقا يتيمة ذا العقدي
على منهج المختارمسد وملحم
وللخير مسد لم يأم اذا يسدي
وإني لمرتاح لرحب جنابه
وعادته ان لا يقابل بالطردي
ادام لنا رب العباد بقاءه
ولازال للإرشاد أهلا وللرفدي
وصلي على المختار ربي وسلما
مع الآل والصحب الكرام اولي الرشدي
رحم الله والدنا شيخنا الشيخ سعدبوه بن شيخنا التراد وانعم عليه مع الابرار من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولائك رفيقا