
ريم آفريك - على مدى 33 سنة، استمر عمل المركز الثقافي المغربي في نواكشوط، يقيم المركز في حضن المسجد المغربي الذي ترتفع منارته وزخرفته الأندلسية الأصيلة في عمق نواكشوط، ولا تزال منارته الأرفع من بين منارات العاصمة في موريتانيا.
وقد تأسس المركز سنة 1987 بأمر من الملك الراحل الحسن الثاني، ومنذ ذلك التاريخ وهو يواصل أنشطته الثقافية مركزا على تعزيز الروح الثقافية و وتقوية روابطها مع موريتانيا.
لم يكتف المركز فقط برسالته التقليدية كمؤسسة ثقافية مغربية، بل دخل في نسيج العملية الثقافية الموريتانية، حيث أصبح محضنا لكثير من الأنشطة الثقافية الموريتانية، ومحضنا للمبدعين والفنانين الذين توفر لهم قاعة العروض التابعة للمركز فرصة متعددة الجوانب لعرض إبداعاتهم الشعرية والفنية سواء كانت غناء أو فنا تشكيليا.
الموسيقى البيظانية أو الصحراوية، دخلت أخيرا إلى دروس المركز ، حيث يقدم أحد الأساتذة الموريتانيين المتخصصين دروسا في العزف الحساني القديم.
ينظم المركز الثقافي المغربي في نواكشوط فعاليات باللغتين العربية والفرنسية ويفتح أبوابه للجمهور مجانًا.
وتناولت المؤتمرات الأخيرة التي نُظمت في المركز موضوعات مثل التمويل التشاركي في المغرب وموريتانيا ، والجذور المغربية للصوفية شنقيط ، وعلاقات المغرب بدول غرب إفريقيا.
كما جمعت المؤتمرات بين العديد من المتحدثين البارزين ، بما في ذلك العلماء والأكاديميين من جامعة نواكشوط ، وجامعة شنقيط ، ومؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة
كما يساهم المركز الثقافي المغربي بنواكشوط في النهوض بالأدب والفلسفة والكتب التربوية التي كتبها مؤلفون موريتانيون.
وفي الوقت نفسه ، تحتوي مكتبة المركز على أكثر من 10000 كتاب على رفوفها وتوفر للقراء والباحثين والطلاب خدمات متنوعة ، بما في ذلك الإنترنت المجاني.
اقرأ أيضا: الملك محمد السادس يعرب عن استعداده لزيارة موريتانيا
تشجع المؤسسة الثقافية التعليم الفني أيضًا ، حيث تقدم ورش العمل والمسابقات في المسرح والكتابة الإبداعية والموسيقى. تعمل بانتظام كقاعة أداء للمسرحيات والحفلات الموسيقية.
تشمل الأنشطة التعليمية الأخرى التي يقدمها المركز الثقافي المغربي في نواكشوط دروس اللغة العربية ودروس الرسم والرسم.
ويسعى المركز من خلال عرضه المتنوع إلى تعزيز الإبداع لدى الشباب الموريتاني مع تعريفهم بالثقافة المغربية.
تتعاون المؤسسة بشكل وثيق مع المنظمات الأخرى في العاصمة الموريتانية ، ولا سيما تلك التي تعمل على تعزيز العلاقات المغربية الموريتانية ، مثل الجمعيات المحلية لخريجي الجامعات المغربية.
يقدم المركز لهذه المنظمات التسهيلات اللازمة لاستضافة أنشطتها.
على مدار أكثر من 33 عامًا من وجوده ، أصبح المركز الثقافي المغربي في نواكشوط مؤسسة ثقافية رمزية ، ونقطة التقاء للطلاب والباحثين والأساتذة والكتاب ، ورمزًا للصداقة الدائمة بين الشعبين المغربي والموريتاني.