فياه ولد المعيوف: العسكري الشجاع وخصم الانقلابيين

أحد, 01/24/2021 - 11:16

ريم آفريك - يمثل العقيد المرحوم أحد أهم الشخصيات العسكرية المؤثرة  في موريتانيا، وبرحيله قبل سنوات فقدت ذاكرة الجيش في موريتانيا واحدا من أبرز عناصرها المؤسسة، وأحد أبرز القادة الذين تركوا بصماتهم على التاريخ السياسي للبلد وخصوصا للمؤسسة العسكرية.

في  آدرار ولد العقيد فياه ولد المعيوف سنة 1935، نجلا لأحد أبرز أسر السيادة في مجموعته القبلية، بدأ حياته المهنية معلما في وادان قبل أن يلتحق بالجيش الوطني رفقة عددا من المعلمين الآخرين من بينهم الرئيسان السابقان المصطفى ولد محمد السالك ومعاوية ولد الطايع

 

قائد الدرك

 

و بعد الاستقلال عهد إليه بتشكيل وحدة الدرك الوطني الموريتاني التي ظل هو قائدا لها إلى غاية سنة 1978، .

أثناء حرب الصحراء بين موريتانيا البوليساريو سطع نجمه كأحد أهم القواد الميدانيين حيث ابلى بلاء حسنا في معركتي بير گندوز و آوسرد الشهيرتين في تيرس الغربية و دخلت كتيبته مدينة الداخلة الصحراوية, بعدها تمت ترقيته إلى رتبة عقيد، وكانت المعدات التي اعتمد عليها فياه شاحنات وأجهزة اتصال لا سلكي مقدمة من رجل الأعمال بمب ولد سيدي بادي مساعدة للجيش في الحرب، كان فياه يلقب رفيقه بمب بالجنرال المدني

كان فياه من الضباط المخلصين للرئيس المرحوم المختار ولد داداه، فرفض المشاركة في الانقلاب العسكري ضد الرئيس المؤسس، ليتم اعتقاله في إقامة جبرية لمدة سنتين في مدينة بومديد.

 

بعد انقلاب 1981 حاول الرئيس محمد خونه ولد هيداله اعتقال ولد المعيوف، لكن الأخير رفض وتسلح وهدد بقتل كل من تسول له نفسه دخول منزله

نشط ولد المعيوف بعد ديمقراطية 1992 في دعم المعارضة، وكان من أبرز الوجوه السياسية الداعمة لمرشح المعارضة أحمد ولد داداه،وكان منزله في توجنين محطة أساسية من محطات التنسيق بين قوى المعارضة

 

عرف ولد المعيوف بالصرامة والوضوح والشجاعة وبالطرافة أيضا، أقام فترة طويلة من حياته في بوتلميت، حيث أنشأ هنالك قرية صغيرة سماها يغرف لتذكره بأرضه القديمة التي التقط فيها أول صور الحياة.

 

وبوفاته في 15/3/2017 تنطفئ شمعة مهمة من تاريخ الجيش والسياسة والزعامة الاجتماعية في موريتانيا