بين الحميدتين/الدكتور افاه ولد مخلوك

جمعة, 01/22/2021 - 18:05

قبل الحديث عن القصص المبسوطة بين الحميدتين تقول -في منكبنا الشاتي هذه الأيام والمتجمد فيه الإحساس والتعبير من نشأته ولربما إلى حين ....
-النساء للمتزوجة: "أنت صابرة والل حامدة " وبصيغ التذكير للرجل يقال الشيء نفسه؛وإذا أحبت المرأة زوجها يقال لها "إمسيليبة" وإن أبغضته فهي "اتف بيه" وهكذا .....
وهذه قصص من "الصابرة والحامدة" ولمسلوبة" والمتبعرصة" .....
قد كانت حميدة بنت النعمان من جميلاتِ العرب ، لكنها كانت كلما تزوجت رجلًا هجته شعرًا حتى خافت من لسانها العرب ، تزوجت أولَّ أمرها المهاجر بن عبد الله بن خالد فما لبث معها إلا قليلا حتى هجته قائلة :
نكحتُ المديني إذْ جاءني
فيا لك من نكحة غاويَه !
كهولُ دمشق وشبانها
أحب إلينا من الجاليه
فطلقها ، ثم خلفه عليها الحارث بن خالد المخزومي فكرهتْه لتقدمه في السن فأنشدت :
شنئتُ الشيوخَ وأشياعَهم
وذلك في بعض أقواليَهْ
ترى زوجةَ الشيخ مغمومةً
وتُمسي لصُحبته قاليَهْ
فلما سمع ذلك طلقها ، فتزوجت رَوْح بن زنباع بن سلامة الجذامي فكرهتْه وهجته قائلة :
سُميتَ روحًا وأنتَ الغمُّ قد علموا
لا روَّح الله عن روح بن زنباع
فطلقها و دعا عليها قائلا :
" اللهم إن بقيَتْ بعدي فابْتَلِها ببعلٍ يلطمُ وجهها ،ويسكر ويملأ حجرها قيئًا ! "
فتزوجت الفيض وأجيبت دعوة روح ..
ثم إنها هجت فيضًا أيضًا فقالت :
ألا يا فيضُ كنت أراكَ فيضًا
فلا فيضًا أصبت ولا فراتا
وقالت أيضا:
وليس فيض بفياضِ العطاء لنا
لكن فيضًا لنا بالقيء فياضُ !وولدت من الفياض ابنة تزوجها الحجاج بن يوسف الثقفي ..
و في أخبار النساء لابن الجوزي أن:حميدة بنت عمر بن عبد الله بن حمزة الزهرية كانت تسكن المدينة ولها زوج من بني أمية؛قد رآها في سفرة لها وأحبها وزوجت له على كره منها؛وحين عرفته عن قرب أحبته ووجدت به ولم تستطع فراقه وحين أخرجوا للشام اختارت الخروج مع زوجها للشام على أن تترك أهلها و وطنها.
فظلت في بلاد الشام تذكر أهلها بالشوق والوجد فتبكي ليل نهار، حتى سمعت فتى ينشد هذه الأبيات:
ألا ليت شعري، هل تغيّر بعدنا ...صحون المصلّى، أم كعهدي القرائن؟
وهل أدور حول البلاط عوامرٌ ... من الحيّ، أم هل بالمدينة ساكن؟
إذا لمعت نحو الحجاز سحابةٌ... دعا الشّوق منّي برقها المتيامن
وما أشخصتنا رغبة عن بلادنا... ولكنّه ما قدّر الله كائن.
فوجدت على قومها وجدا شديدا فخرت ميتة ، وكان زوجها يحبها فجاء فلما رآها تأثر بموتها فخر ميتا فغسلا وكفنا معا ودفنا في قبر واحد..
إن بنت النعمان امرأة ذات شخصية قوية ولسان سليط وطموح كبير "وابشخصيته" أما بنت عمر بن عبد الله فهي "اعل بابه" ووخيرت بيه؛....
وتنطبق عليها مصطلحات القطر عندنا كما تطلق على الأولى بقيتها ...
"ومن ٱياته أن خَلَقَ لَكُم منْ أنْفسكم أزوَاجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآياتٍ لقوم يتفكرون..."
لله الأمر من قبل ومن بعد .