الشيخ أحمد محمد جي ..سيرة أحد ابرز علماء الشريعة والعربية في السنغال

خميس, 10/24/2019 - 10:23

يعتبر الأستاذ أحمد محمد جي من أعلام ورموز العلم والثقافة العربية  الإسلامية  بالسنغال كما يعد أحد اكبر دعاتها و علمائها الذين كرسوا حياتهم كلها لخدمة العلم واللغة العربية وتربية الأجيال في البلاد السنغالية .
من هو الشيخ احمد محمد جي ؟
ولد الشيخ احمد محمد جي عام 1934 بلوغا من أسرة متدينة شريفة متعلمة فهو حفيد العالم الكبير والتحرير العظيم مام شيخ امباي بلوغا فهو والد أمه السيدة مريام امبي،  ومنذ الخامسة من عمره دخل المدرسة القرآنية وحفظ القرآن الكريم في وقت مبكر وكتب المصحف بيده كعادة الحفاظ آنذاك في السنغال ثم بدأ يتلقى العلوم اللغوية والشرعية وجاب البلاد السنغالية ليأخذ العلم الصافي من علمائها ومشائخها الكبار فأخذ عن العالم الكبير الشيخ تجاني  انيانغ باندر وعن خاله الفقيه الشيخ إبراهيم امبي ابن مام شيخ امباي، وكذلك عن علماء وفقهاء طوبى وخاصة قرية غيدي بوصو و جامل بسالوم كما أخذ أيضا عن أديب عصره الشيخ  الخليفة انياس الكولخي.
وبعد إتقانه وتمكنه في كثير من العلوم اللغوية والشرعية بدأ يمارس مهنة التعليم والتدريس وأسس اولى مدرسته عام 1958  بكاولاك وكانت مدرسة نظامية متبعة المنهج الحديث في التعليم  كما أسس مدارس أخرى في القرى والأرياف 
وفي عام 1964 بعد الإستقلال أجرت الحكومة السنغالية مسابقة لتعيين المدرسين  باللغة العرببة كأولى تجربة وكان الشيخ احمد محمد جي من أول من نجحوا في هذه المسابقة خرج فيها الرقم الاول .وكانت دفعتهم  أولى دفعة عينتها الحكومة السنغالية لتعليم اللغة العربية في المدارس الحكومية بالسنغال. 
وفي 1977 شارك ايضا نجح الشيخ أحمد محمد جي في مسابقة أجرتها الرابطة العالمية الإسلامية بمكة المكرمة لتعيين الدعاة في غرب أفريقيا وكان من أول دعاة رابطة العالم الإسلامي بالسنغال . واليوم هو عميد الدعاة في السنغال .
زارالشيخ أحمد محمد جي العديد من الدول العربية للمشاركة في الندوات والمؤتمرات الدولية فقد زار موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر ولبنان والسعودية وغيرها مما جعله شخصية عالمية دولية فالشيخ أحمد محمد جي أديب وشاعر ملهم،  وثائر مصلح في نفس الوقت، بدأ بكتابة الشعر وهو شاب فكتب في مختلف مجالات الشعر وأغراضه، في المدح والهجاء والغزل، وخاصة في قضايا الاجتماع والسياسة والوطن . وله دواوين شعرية .
مثل :ديوان الأمداح في النبي المصباح 
أما في مجال النثر فحدث ولا حرج فقد كان الشيخ احمد محمد جي آية في الكتابة والتاليف.وقد 
*ترك العالم السنغالي الشيخ الأستاذ أحمد محمد جي حوالي 30 مؤلفا في شتى الموضوعات  و القضايا الدينبة والتاريخية و الاجتماعية و السياسية   وهي مؤلفات ما زالت مخطوطات في مكتبته العامرة* 
*1_حواجز الالتقاء على درب الأشقاء وهو كتاب يتحدث حول اختلاف مصادر المستعربين الذين تخرجوا من جامعات مختلفة* 
*2_المد والجزر للحركات الثقافية العربية الإسلامية في القطر* 
*3_الاسلوب الحديث في تدريس  مصطلح  الحديث*. 
*4_مباحث الإخوان في ختان الرجال و النسوان*
*5_اجوبة الأسئلة على اختلاف الأهلة* 
*6_نيل السول في سيرة الرسول (ديوان شعر)*
*7_الماء الزلال في فضائل بلال* 
*8_ فوائد الاشتغال في تاريخ جغرافية السنغال*
*9_معالم النجابة من شباب الصحابة*
*10_شرح الصدر في أسماء أهل بدر* 
*11موانع الإستقرار بسبب حضور الاستعمار* 
*12_الشجب و التنديد بفضائح دولة اليهود*
*13_مظاهر اختفاء المواقف التفريقية بقيام منظمة الوحدة الإفريقية*
*14_التصدي و التحدي لمن يتقول علي ويعتدي*
*15_بواكير الأشعار في مختلف المواقف و الأفكار  (ديوان شعر)*
*16_نسائم المروج من فصائل الزنوج* 
*17_فلسفة الدعوة في قارة الفطرة و الصحوة*
*18_بذل المسجد في دفن الميت بجوار المسجد* 
*19_البيان عن مدح محمد في القرآن* 
*20_إظهار العار من ذخائر الإستعمار*
*21_الإرهاب كفاحا لا اعتداءا* 
*22_ديوان الأمداح في النبي المصباح*
*23_جهاد الشاعر بقلم الثائر (ديوان شعر)*
*24_دراسات قرآنية من تأملات روحانية*
*25_الإشادة بالحماسة المتقدة لقبول أبي عمار في الأمم المتحدة*
وكذلك ألف كتابا جمع فيه خطبا جمعية هامة وشاملة وغيرها من المؤلفات التي يصعب ذكرها في هذا المجال. 
كان الشيخ أحمد محمد جي من أول الذين قاموا بترجمة القرآن الكريم إلى اللهجة الولوفية المحلية وكان له حلقات تفسيرية  يحضرها المئات من السنغاليين من كل جهة وصوب .
ومن تراث الشيخ أحمد محمد جي الخالد ( مركز التعليم الإسلامي )الذي ساهم في تربية وتكوين الكثير والكثير من الأجيال المتعاقبة حيث خرج المركز دعاة وأساتذة ودكاترة ورجال أعمال وتجار  ساهموا في تربية النشء والإصلاح والتنمية في المجتمع السنغالي
وقد كان الشيخ احمد محمد جي مصلحا دينيا اجتماعيا ظهر ذلك في كثير من قصائده و  مدوناته
يقول الشيخ في إحدى قصائده وهو في السبعينات وهو  يصارح فيها أهل زمانه،  ويبين فيها موقفه من الممارسات الشائعة فى العالم الإسلامي.

  ليس الإجازة من همي وتقديم""
 إذإن ذلك تخدير وتنويم""

 ولا الخضوع لشيخ من موارده""
تجبى إليه الهداياوهو مخدوم""
 
 ما الدين عندي أوراد مرددة""
ولا الخضوع لشيخ وهو معصوم""

 ما الدين عندي شفاعات ميسرة""

يحظى بها لخديم الشيخ مفطوم""
 
 ما الدين عندي ترديد لمجد أب""
به يؤهل تأخير وتقديم""
 
 ماالدين عندي مولود أعد له""
 بالشت والجمع أموال وتعظيم""
 
 ما الدين عندي صيحات النشيد""
بلا فهم المعاني بتحريف وترنيم""
 
 ماالدين عندي تضخيم العمائم مع""
تطويل مسبحة، والبطن مهضوم""

ماالدين عندي كليمات مطلسمة""
أعدها فى خلاء وهو مكتوم""

ماالدين عندي أسرار وصنع رقى""
بيع التمائم تسخير وتسخيم""

ماالدين عندي كشف الغيب شعبذة""
 وللمقادير تخمين وتهويم""

ماالدين عندي إرهاص وشعوذة""
مينا وزورا وإنباء وتخييم""

ماالدين عندي عصي قد يُدَكُّ بها""
رأس  ورجل وأرجاف وتعزيم""

 ما الدين عندي لحيات مطولة"" 
ولا التنحنح عند الجمع تفهيم""

 ماالدين قرع طبول وارتقاء فتى""
فوق المنصة للأصوات تنعيم""
 
 ماالدين خلط نساء بالرجال على""
دعوى الزيارة فالتعظيم تأثيم""

 ماهذي كلها ديني ودين هدى""
وإنما كلها جهل وتعظيم""

-----------

 الدين عندي إيمان ومعرفة""
 وعزة النفس إذللنفس تكريم""

 الدين عندي بر الوالدين مع""
 الإحسان للناس، إن البر معلوم""
 
 الدين عندي إتباع الأوامر من""
 غير ابتداع، وللقرآن تحكيم""

 الدين عندي توحيد وتجربة""
والبعد عن كل تعطيل، وتعظيم""
 
الدين عندي عرفان الشرائع مع""
حب الشعائر، إن الحب مفهوم""

الدين عندي أن تعزى الأمور إلى""
رب البرية لا شرك و تحطيم""
 
الدين عندي صدع بالحقيقة في""
 أوساط شعب، و بالأحكام تسليم""
--------------

هذه هي القصيدة التي صارح بها أهل زمنه على عقيدته.
وهناك قصائد أخرى عديدة تصب في منوال الإصلاح و التجديد 
هذا غيض من فيض من سيرة الشيخ أحمد جي الخالدة التي سجل التاريخ السنغالي والأمة الإسلامية عظمتها ومجدها وقمتها، إستطاع كثير من الأجيال المتعاقبة أن يغرف من نهر الشيخ  أحمد  محمد جي  التقي الصافي  وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض. رحمة الله عليه رحمة واسعة 
 وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
الدكتور محمد المختار جي رئيس الجامعة الإسلامية بمنيسوتا الولايات المتحدة الأمريكية فرع السنغال