احتجاجا على مواقف لبعض العلماء ..فنانو موريتانيا يطالبون بالإنصاف

أربعاء, 10/16/2019 - 07:29

للمرة الثانية خلال أقل من عشرة أيام نظم عشرات الفنانين الموريتانيين لهم احتجاجات أمام القصر الرئاسي مطالبين الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بإنصافهم مما يرونه حملة تكفير يتعرضون لها.

وبدأت الأزمة مع تسجيل صوتي منسوب لفقيه مجهول يتهجهم فيه على الفنانين الموريتانيين ويعتبر أنهم "دعاة إلى الضلال".

 

وتوالت ردود الفعل من الفنانين وأنصارهم في موريتانيا منددين بما سموه تكفير شريحة مهمة من الشعب الموريتاني حفظت له مجده وتاريخه.

 

ضد المفتي والداعية

 

مثل التسجيل الصوتي المجهول المصدر الشرارة التي أثارت غضب الفنانين وأعادت التذكير بمواقف لبعض العلماء يتهمهم الفنانون بتكفيرهم والتنقيص منهم.

ومن أبرز العلماء الذي وجه إليهم الفنانون انتقاداتهم الشيخ أحمدو بن المرابط بن حبيب الرحمن إمام الجامع الكبير في موريتانيا وهو أيضا المفتي غير الرسمي للبلاد.

ويقول الفنانون إن ولد المرابط يرفض الصلاة على جنائزهم، وأنه بشكل خاص رفض الصلاة على جنازة الفنانة ديمي بنت آبه، وجدد الرفض أيضا عند وفاة والدها الفنان الموريتاني الكبير وعازف النشيد الوطني سيداتي ولد آبه قبل أسابيع.

ورأى الفنان الشهير سدوم ولدأيده أن ولد حبيب الرحمن مارس موقفا مستغربا مؤكدا أن "صلاة أي أحد لا تمنح الجنة ولا النار"

وأشاد ولد آبه بموقف العالم الشهير محمد الحسن ولد الددو عندما رثى سيداتي ولد آبه بكاف من الشعر الحساني.

 

وإلى جانب ولد حبيب الرحمن لم يخف بعض الفنانين غضبهم من الداعية الشهير محمد ولد سيدي يحيى الذي قال مرة بأنه "يحمد الله تعالى بأنه لم ير إيكيو في حياته"

ويمثل الفنانون طبقة اجتماعية في موريتانيا ويحملون اسم إيكاون وهي عبارة بريرية تقليدية تعني الفنان أو ممارس الفن.

وارتبط بالتاريخ العسكري والسياسي لموريتانيا طيلة قرون، واشتهرت عدة أسر موريتانية بأجيالها المتعاقبة والمبدعة في الفن والموسيقى الموريتانية ومن بينهم أسرة أهل الميداح، وأهل آبه وأهل أيده، وأهل عوة، وأهل أعمر تيشيت وأهل دندني وآخرون
 

تقدير خاص

 

ورغم الخلاف التقليدي والمتواصل بين علماء المسلمين والموريتانيون جزء منهم فإن إيكاون يحظون باحترام من مختلف القطاعات الاجتماعية، وقديما كان لكل زعامة أو إمارة فنان أو مجموعة من الفنانين يخلدون أمجاد القبيلة أو الإمارة.

واستطاع الفنانون أن يكونوا جزء أساسيا من البروتوكول الاحتفالي في عهد الرئيس السابق معاوية ولد الطايع، حيث كانت تنظم حفلات فنية في مختلف الزيارات والمناشط السياسية.

وتراجع حضور الفنانين طوال السنوات العشر المنصرمة، حيث أصبح حضورهم محصورا في بعض أغاني الحملات الانتخابية أو المناسبات الاجتماعية بشكل عام.

 

ويرى فنانون مشاركون في التظاهرات الاحتجاجية أن الشعب الموريتاني أعاد لهم الاعتبار بعد مواقف "بعض الفقهاء"