الدكتورة هالة فضل عبد المولى تكتب : قراءة في الوضع السوداني

ثلاثاء, 04/30/2019 - 18:40

ازمة السودان بدأت بانعدام للجاز و الوقوف في الصف أحيانا يومين كاملين . و تلتها أزمة في الخبز لانعدام الدقيق فترة من الزمن و فارغ الصراف الآلي من النقود و إرتفاع سعر الدولار مع عدم ثباته مع وعود واهية من الحكومة بحل الأزمة . تلك الأزمة الإقتصادية فجرت ثورة عنيفة جدا في مدينة عطبرة إحدى مدن السودان الإستراتيجية ‘ نتج منها حرق الثوار لمقر المؤتمر الوطني ( الحزب الحاكم ) . و من هنا بدأت المظاهرات السلمية تشتعل من قبل الشباب في كل مدن السودان خاصة العاصمة القومية تتطالب برحيل النظام و مستخدمة عبارة ( تسقط بس ) و هذه الثورات الشبابية كانت تفض من قبل الشرطة و جهاز الأمن بالغاز المسيل للدموع و استشهد خلالها عدد من أبناء الوطن و لكن عزيمة الشباب كانت أقوى من ذلك .
أما الحال في القصر الجمهوري حيث أعلن الرئيس في بيان رسمي له تنحيه عن رئاسة المؤتمر الوطني ( الحزب الحاكم ) و أن يقف موقف متساوي من جميع الأحزاب ، و كذلك حل حكومة الوفاق الوطني حتى الوصول إلي حل يرضي الجميع .
تلك الحلول لم تهدي غضب الشباب الذي أتخذ في نهاية الأمر مقر القيادة العامة للجيش مستقر رسمي لاعتصامه السلمي في يوم ٦ أبريل ٢٠١٩م بما يسمى ( مليونية أبريل ) الذي دعا له تجمع المهنيين تحت شعار ( حرية ، سلام ، عدالة ) ، و حالة صمود و ثبات الثوار أكسبتهم دعم الجيش السوداني و حمايته لهم ، إلي أن جاء فجر ١١ أبريل ٢٠١٩م بإعلان هام من القوات المسلحة بإقتلاع النظام السابق و إعتقال رأسه و قيادته و تعيين الفريق أول ركن عوض بن عوف رئيس للمجلس العسكري لفترة إنتقالية مدتها عامان و إعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر و حظر التجوال ليلا . رغم إنتصار الثوار في مطالبهم برحيل النظام إلا أن الثورة زادت عنفا رفضا للفريق إبن عوف، ليتنحى خلال ساعات و يخلفه الفريق أول عبد الفتاح البرهاني رئيسا جديدا لمجلس العسكري الانتقالي.
مع تلبية كل مطالب الثوار إلا أن الإعتصام أمام مقر القيادة القادمة ما زال مستمر حتى الوصول إلي حكومة مدينة إنتقالية على رأسها كفاءات شباب الوطن و محاسبة كل الفاسدين من النظام السابق و إستيراد أموال البلاد بحساباتهم الشخصية .

و لنا قراءة أخرى