ببكر ولد بوسالف .. رحيل نبيل لطبيب الوطن

أربعاء, 02/21/2018 - 12:58

محمد سالم

في سنة 1935 تنسم ببكر ولد محمد محمود ولد بو سالف نسيم الحياة ليتلقط الصور الأولى للحياة في أسرة تتقاسم القيم الفاضلة من كرم وعزة وإقدام، تلقى في محيطه معارف الأولى في الشريعة الإسلامية وأبان عن ذكاء نابه.

اختار وهو في سن التاسعة عشر أن يلتحق بالجيش الوطني، حيث خدم في مناطق متعددة من موريتانيا ترك فيها بصمات طيبة وعلاقات بالغة الحسن مع السكان المحليين، حيث كان نموذجا للعسكري الشجاع الذي يعمل من أجل حماية الوطن وخدمة المواطنين

 

من أول المغاوير

 

عمل المرحوم ببكر ولد بوسالف في أول عسكرية مثلت نواة الجيش الوطني وهي سرية المغاوير المظليين رقم1، تحت قيادة البطل المرحوم اسويدات ولد وداد، وقد ظل موضع إشادة من قيادته ورفقاء السلاح الذين عملوا معه طيلة فترته في تلك السرية.

 

انتقل المرحوم ببكر ولد بوسالف من سرية المغاوير إلى مراكز التدريب القيادي في الجيش الوطني حيث عين مدربا عسكريا لطليعة أوائل الضباط في الجيش الوطني، ومن خلال قدراته التدريبية ومهاراته القيادية ترك بصمات مؤثرة في جيل متميز من ضباط الجيش الوطني

 

في عمق القيادة

 

تواصلت ترقيات ولد  بوسالف حيث خدم مسؤولا مركزيا لجميع التحويلات والتنقلات بين القيادة العسكرية والقاعدة الجوية في انواكشوط وكذلك بين الأركان  وكافة مؤسسات الدولة و كان يتحلى بالجد و البذل و روح المسؤولية  مما أكسبه ثقة قيادته  و أعطاه خبرة مهنية نادرة و معرفة واسعة بين أفراد المجتمع العسكري والمدني.

 

 

طبيب الوطن

 

بعد خدمة عسكرية حافلة بالأدوار القيادية والعمل النوعي في مختلف وحدات الجيش الوطني دخل المرحوم مدرسة الطب العسكرية  1970 وتخرج ممرضا عسكريا ، وقد حُوّل الى المنطقة العسكرية الخامسة في النعمة 1975 و ظل يخدم فى الحوض الشرقي حتى أحيل الى التقاعد 1980. و قد ربطته علاقات صداقة متينة بأبناء هذه المنطقة من الوطن

 

 

 

خيمة الوطن

كانت أسرة المغفور له رغم تواضع الوسائل مثالا للأسرة الموريتانية الأصيلة ذات الصيت في الأخلاق  الحميدة والتكافل الاجتماعي ، يأوي إليها كل من قدم إلي نواكشوط من الاهالى مهما كان سبب قدومه أو طول فترة مقامه.

و فوق كل هذا ، كان الفقيد رحمه الله تقيًّا ، سمحا ، هيِّناً ،ليِّن الجانب مع الجميع سواء كانوا صغارا أو كبارا ، يشهد له القاصي و الداني بالمواظبة على  قراءة القرآن و لزوم المساجد و صلة الرحم و حب المساكين و الزهد في الدنيا ، كان مؤمنا بربه لا يشرك به شيئا ، عاش حياته راضيا مرضيا عنه ان شاء الله، نسأل الله ان يتغمده برحمته و يسكنه فسيح جناته و يحشره مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

 

أقام المرحوم خلال السنوات الأخيرة من عمره الحافل بالعطاء في بادية قريبة من نواكشوط وظل كما كان مأوى القيم والفضائل إلى أن أسلم الروح لبارئها قبل أيام، تاركا حزنا وطنيا شاملا، وتاريخا من الفضائل وشهادات طيبة من مختلف طوائف وفئات المواطنين وجهات الوطن