نكاح الموتى والإرهاب يجران الريسوني إلى مواجهة قناة بريطانية

سبت, 02/03/2018 - 10:34

بات الفقيه الأصولي أحمد الريسوني، أحد مؤسسي حركة "التوحيد والإصلاح"، أكثر انزعاجا من إدراج اسمه ضمن قائمة "الإرهاب"، باعتباره عُضوا بالاتحاد العالمي لعلماء المُسلمِين، الذي أعلنته الإمارات منذ 2014، وبعدها السعودية ومصر والبحرين، "منظمة إرهابية"؛ إذ انتفض في وجه قناة "BBC" البريطانية التي أعادت اسمه إلى الواجهة.

وبحسب وثيقة احتجاج منسوبة إلى الريسوني نشرتها المواقع الإلكترونية المقربة من حزب "العدالة والتنمية" و"التوحيد والإصلاح"، فإن نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي يرأسه يوسف القرضاوي، أبرز المطلوبين لدى السلطات المصرية، هدد بمتابعة قناة "BBC" البريطانية أمام القضاء.

وتعود تفاصيل القضية، وفقا للمصدر ذاته، إلى ما قال الريسوني إنها اتهامات تضمنها برنامج "تريندينغ" الذي تبثه القناة الفضائية في نسختها العربية، عبر "الادعاء بأنني من جملة الموضوعين على قائمة من قوائم الإرهاب، كما القول بأنني صاحب فتوى حول نكاح الأموات"، وهي الفتوى الشهيرة التي نسبت للعالم المغربي الراحل عبد الباري الزمزمي قبل سبع سنوات، قبل أن يخرج ببلاغ يوضح حقيقتها وفحواها.

وأضاف الداعية الإسلامي، الذي ترأس حركة التوحيد والإصلاح، هي الذراع الدعوية لحزب العدالة والتنمية، أن الحلقة المذكورة، التي لا يوجد لها أثر في قنوات التواصل التابعة للقناة البريطانية وفق بحث أجرته هسبريس، "تضمنت خلطا وتلبيسا"، وأن "كل هذه مزاعم خيالية مختلقة لا أساس لها من الصحة، بل إنني لا أدري أصلا ما معنى فتوى نكاح الأموات".

وفي وقت لم تصدر فيه قناة "BBC" اعتذارا رسميا واضحا، يستعد الريسوني إلى "تقديم شكاية لدى الهيئة البريطانية المختصة بمراقبة الإعلام السمعي البصري، ثم أمام القضاء البريطاني إذا لزم الأمر"، وكشف أنه قرر "الاكتفاء بالخطوة السابقة، عسى ألا تتكرر الإساءة"، على حد تعبيره.

وكانت إدارة تحرير "بي بي سي عربي" أصدرت اعتذارا في نونبر من العام المنصرم بسبب ذكر اسم راشد الغنوشي، مؤسس وزعيم حركة النهضة التونسية، ضمن مقال يتحدث عن قائمة الإرهاب التي أعلنتها السعودية ومصر والإمارات والبحرين.

ورغم أنها ذكرت اسم أحمد الريسوني، إلا أن الاعتذار اقتصر على الغنوشي، بالقول إن ذكره جاء "في سياق خاطئ. ولذا وجب توضيح أن علاقة السيد راشد الغنوشي بهذا الخبر لا تتعدى كونه من أعضاء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين".

وفي نونبر من العام 2014، أصدرت الإمارات قائمة تضم 83 منظمة في العالم الإسلامي والعربي تنشط في مجالات الإغاثة والعمل الخيري والدعوة الإسلاميّة، مصنفة إياها ضمن التنظيمات الإرهابيّة، في مقدمتها جماعة "الإخوان المسلمين" و"تنظيم القاعدة" و"داعش"، إلى جانب "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، الذي ينتمي إليه قياديَان في حركة "التوحيد والإصلاح"، هما أحمد الريسّوني ونزيهة معاريج.

وفي يونيو الماضي، قررت السعودية والبحرين والإمارات ومصر قطع علاقاتها مع قطر، متهمة إياها بدعم جماعات ومنظمات إرهابية في المنطقة، قبل أن تعلن هذه الدول عن منظمات وشخصيات ضمن "قائمة الإرهاب" متهمة الدوحة بدعمها، في مقدمتها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، موضحة أن الأخير "جماعة إرهابية تعمل على دعم الإرهاب عن طريق الخطاب الإسلامي واستخدامه كغطاء لتيسير العديد من الأنشطة الإرهابية".