الغاز يطبع العلاقة بين موريتانيا وفرنسا(تحليل)

سبت, 07/15/2017 - 16:40

أخذت العلاقة بين فرنسا وموريتانيا مسارا جديدا، بعد سقوط نظام فرانسوا هولاند وصعود نجم الرئيس الشاب ماكرون، وتقول مصادر مطلعة تحدثت لموقع ريم آفريك إن "الغاز والإرهاب والمأمورية الثالثة" هي أبرز محاور العلاقة الجديدة بين فرنسا وموريتانيا

 

 

دبلوماسية الغاز

 

تتحدث المصادر عن دور مهم لعتبه شركة توتال الفرنسية في تطبيع العلاقة بين موريتانيا وفرنسا حيث حصلت الشركة الفرنسية النافذة في إفريقيا على عقود مهمة للتنقيب عن النفط والغاز في الأراضي الموريتانية

وقعت موريتانيا وشركة توتال الفرنسية الجمعة بمقر وزارة النفط والطاقة والمعادن في نواكشوط على عقد

 

لاستكشاف وإنتاج النفط والغاز بالمقطع C7 بالحوض الساحلي في المياه الاقليمية الموريتانية.

 

وقدج العقد عن الجانب الموريتاني وزير النفط والطاقة والمعادن الدكتور محمد ولد عبد الفتاح وعن جانب توتال رئيس دائرة إفريقيا للاستكشاف والانتاج بتوتال السيد كي موريس وذلك بحضور سفير فرنسا المعتمد لدى موريتانيا سعادة السيد جويل مايير وعدد من المسؤولين في قطاع النفط والطاقة والمعادن وشركة توتال الفرنسية.

 

ويدشن توقيع هذا العقد مرحلة جديدة من دخول كبريات الشركات العالمية واستثمارها بقوة في مشاريع النفط والغاز في موريتانيا التى وفرت ظروفا مواتية لجلب الاستثمارات في مختلف مجالات التنمية وخاصة النفط والطاقة والمعادن وذلك من خلال وضع إستيراتيجية إقتصادية طموحة توفر فرصا نادرة للاستثمار في شبه المنطقة" وذلك وفق تقرير إخباري لوكالة الأنباء الرسمية في موريتانيا

وتتحدث المصادر عن دور مهم لإدارة شركة توتال في تنقية الأجواء بين النظامين الموريتاني والفرنسي وذلك إثر زيارة خاصة أداها الرئيس محمد ولد عبد العزيز قبل أشهر إلى باريس

 

 

في مواجهة الإرهاب

 

وتضيف المصادر إن التطبيع الجديد بين موريتانيا وفرنسا كان من محاوره قبول موريتانيا بدور أكبر فعالية في تجمع G5 المناوئ للإرهاب في المنطقة والذي تقوده فرنسا ومن المنتظر أن يشكل قوة عسكرية من 5000 آلاف جندي من بينهم 1000 عسكري موريتاني

ومن شأن هذه القوة أن تعمل على محاربة الإرهاب في مالي والنيجر، فيما قد يكون لها دور أوسع في اجتثاث بؤر الإرهاب والتهريب في المنطقة، وذلك على نمط الحرب الدولية ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا

ومع ذلك يمكن الجزم بأن النظام الموريتاني لن يكون بالغ الحماس في مواجهة الجماعات المسلحة في منطقة أزواد وذلك لأسباب أبرزها

- خيار التحييد الذي انتهجه منذ سنوات ضمن استيراتيجيته للحرب على الإرهاب

- الدور الاستخباراتي المهم للجيش الموريتاني في المنطقة والذي استطاع ربط علاقات قوية مع مختلف القوى السياسية والاجتماعية والأمنية في المنطقة

- رفض الجيش الموريتاني للعمل خارج حدوده إلا في نطاق مهام أممية محدودة لحفظ السلام

 

المأمورية الثالثة ..خيار الاستمرار

 

تتحدث المصادر عن مرونة فرنسية تجاه المأمورية الثالثة، وذلك ضمن تفاهمات متعددة في مجالات السياسة والأمن ومن شأنها الوصول إلى المأمورية الثالثة بأعلى مستوى من المرونة وذلك إثر تعديلات دستورية متواصلة

وتتحدث المصادر عن "فرصة" وفرتها الأقدار للرئيس محمد ولد عبد العزيز ليكون "الخيار الأمثل" بالنسبة لفرنسا خصوصا بعد وفاة الرئيس اعل ولد محمد فال وبروز "الموانع الدستورية" لعدد من المحسوبين على باريس في المشهد السياسي الموريتاني