أحمدو الوديعة يكتب : خياراتنا اللغوية ليست ثلاثة

خميس, 03/09/2017 - 11:57

خياراتنا اللغوية.. ليست ثلاثة

 

ما من موضوع ابتعد تناوله عن الموضوعية منذ استقلال البلد الى الآن مثل الموضوع اللغوي الذي اختلطت فيه المصالح والمفاسد، المبادئ والمغانم، الحقائق والمغالطات، الجهل المركب والمفرد، الرغبة في القهر والاقصاء والانجرار وراء عواطف المجموعة واللون والعرق. ضمن ارهاصات " تهيئة الأرضية" للمرحلة الجديدة يعاد طرح الموضوع اللغوي من جديد فهو سلاح جذاب، وهو أيضا سلاح فتاك. استعادت خطابات فرض التعريب نفسها في فعاليات عدة حظي أغلبها بالدعم والرعاية الرسمية!

 

في البرلمان قارب حديث التعريب سقف شعار " بالنار واللهيب سنفرض التعريب"، لو أنها بلغته لما طرح الموضوع كبير اشكال ؛فلربما كان أحد صناع الشعار المسيئ للعربية والوطن رئيس الجلسة حينها ؛ فنحن- وهذا أمر ينبغي الاعتراف به- نعيش في ظل نظام مرشده الأعلى خليفة صدام هنا( ول ابريد الليل) و المنافح الأكبر عنه كبير مبابعي القذافي( الخليل) وهو إضافة لكل ذلك حاصل على تزكية من خليفة عبد الناصر في القمع( السيسي) وعلى دعم ومساندة من ممثلية بشار هنا(ول اعزيزي) يستمر هؤلاء في الاستخفاف بمشاعر البعض مستفيدين من المكانة السامقة للغة القرءان في النفوس، مجددين السير على نهج الاقصاء والتهميش والاحتقار لباقي المكونات الوطنية وللغاتها الاسلامية، مستخدمين العربية درعا بشريا لحماية أجنداتهم العنصرية المصلحية العسكرتارية.

 

مهما ارتفع الصوت ومهما أطبق هؤلاء على مقاليد الحكم والنفوذ( العسكر، الأمن، الاعلام، التعليم...) فلن يكون بامكانهم القفز على حقيقة هذا البلد الذي أنعم الله عليه بنعمة التنوع (هي في منظورهم نقمة). موريتانيا بلد متنوع اجتماعيا فيه البيظان ولحراطين والبولار السوننكي والولف متنوع لغويا فيه المتحدثون بالحسانية والمتحدثون بالبولارية والمتحدثون بالسوننكية والولفية. تلك هي حقيقة هذا البلد وليس في مقدور أحد أحرى نخب تعيش خارج عمرها الافتراضي تغييرها وبالتأكيد ليس من مصلحة أحد الاستمرار في إنكارها؛ فقد أفلست نظريات " العرب السمر "و"الرماة السنغاليين" والمستقبل هنا هو لمن يعترف بالتعددية الثقافية واللغوية ويقترح مشروع مواطنة متساوية قاعدتها العدل وإطارها الأخوة وضمان استمرارها دولة الشرع والقانون.

 

 

سأقول لكم ختاما - همسا إن شئتم أوجهرا -( أترك لكم حرية ضبط جهاز الصوت عندكم ) في الموضوع اللغوي خياراتنا ليست ثلاثة؛ بل هما اثنان أن نختار أن نكون بلدا بأربع لغات رسمية هي العربية والبولارية والسوننكية والولفية، أوأن نقبل أن تكون لنا لغتان هما العربية لغة رسمية والفرنسية لغة ثانية في التعليم والادارة والعمل.. ءاه... عفوا اعتذر، يبدو أنني لم أكن دقيقا، لدينا بالفعل خيار ثالث، وهو أن نترك رعاة النار واللهيب يستأنفون مسارات الابعاد والتهجير والعرب السمر والرماة السنغاليين؛ ومن يدري فربما يفتح لهم ذلك طريقا للبقاء في الحكم قد يكون في نظرهم القاصر أسرع وأطول أمدا من طريق تغيير العلم والنشيد... !