مرتضى بوصو : دبلوماسية التصوف كفيلة بحل الأزمات بين موريتانيا والسنغال

جمعة, 03/03/2017 - 12:19
الشيخ مرتضى بوصو

قال الأستاذ محمد مرتضى بوسو إن الدبلوماسية الروحية والصوفية كفيلة بحل الإشكالات العالقة بين موريتانيا والسنغال، مضيفا في مقابلة مع موقع ريم آفريك إن المشايخ والطرق الصوفية في موريتانيا والسنغال عملوا دائما على تسوية الأزمات العارضة بين البلدين

 

وقال مرتضى في مقابلة ينشرها موقع ريم آفريك إن العلاقات الموريتانية السنغالية أعمق من أن تؤثر عليها أي أزمة مستعرضا جوانب من العلاقات الروحية والتاريخية بين البلدين

 

 

ريم آفريك : شكرا لكم فضيلة الشيخ على هذه المقابلة ونرجو أن تقدم الطريقة المريدية إلى القارئ الموريتاني

 

 

محمد مرتضى : شكرا لكم  في موقع ريم آفريكا على هذه السانحة الكريمة وماهي بأولى بركات موريتانيا وأهلها علينا، ومشروعكم الإعلامي هذا مبادرة طيبة تجمع القارة الإفريقية بأطيافها العرقية المختلفة، وهو أمر بالغ الأهمية في التواصل الحضاري والتناغم بين الشعوب.

ينضاف إلى هذا إلى أن موريتانيا والسنغال شعب واحد، وذرية بعضها من بعض وقد درست في موريتانيا وفيها ترعرعت ونهلت من محاظرها ومن معين علمائها، وأنا في ذلك على سنة سنها آبائي من قبل، وتلك مزية نحمد الله تعالى عليها

أنا ابن الحضرة المريدية وشيخها العلامة أحمدو بمب نسبا وروحا وفكرا وثقافة، ووالدي هو الشيخ سرين بوسو أول إمام للجامع الكبير في طوبى.

وعلاقتنا بموريتانيا ضاربة في العمق، فالشيخ الخديم رحمه الله تعالى كان يعتبر نفسه موريتانيا، وكان يسمي الموريتانيين بالصالحين والأبرار.

وقد درس الشيخ أحمدو بمب رحمه الله تعالى بعض المتمات على علماء شناقطة من الأجلاء الديمانيين وكان ذلك في السنغال، ونهل من مدارس التصوف بمختلف طرقها في موريتانيا قبل أن يستقل بطريقته الخاصة التي أخذها مشافهة من النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد زار موريتانيا زيارات مختلفة في بداية أمرها، كان بعضها زيارات روحية وجال في موريتانيا وزار الطرق الصوفية المشهورة وغير المشهورة.

وقد من الله على الشيخ الخديم بأن أسس طريقته الخاصة هنا في موريتانيا حيث رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقظة وهو في مكان يدعى الصرصارة وهو معروف مشهور في موريتانيا، وهنالك أخذ ورده عن النبي صلى الله عليه مباشرة، وذلك في 1903 في نهاية رمضان حيث رأى النبي صلى الله عليه وسلم يقظة وأعطاه ورده الذي أسس عليه طريقته المريدية التي كتب الله لها الانتشار والتمدد.

ولقد تأسست بكل تلك الأبعاد علاقة قوية ضاربة في عمق الوجدان العلمي والصوفي، ثم كانت موريتانيا أيضا بعد ذلك منزلا للشيخ الخديم، بعد أن ظن الفرنسيون أنهم إذا نفوه إلى موريتانيا سيخبو نوره، ويقل أنصاره، فقد عاملهم الله بنقيض مقصودهم، حين نقلوا الشيخ الخديم أشهرا قليلة بعد نفي وتغريب امتد ثماني سنوات في عدد من الدول الإفريقية، فنقلوه إلى أحبابه في موريتانيا وهنالك نال من الله فتحا عظيما، وامتدت شجرة علاقته بالشناقطة وترسخت وأنبتت من كل زوج بهيج من العمل والعمل

 

وقد ألف في موريتانيا كثيرا من كتبه وفتاواه، وقد جاءه في موريتانيا أعلام الطرق الصوفية كلها وعلماء القبائل والمجموعات

ومما من الله به عليه كما أخبرني بذلك شيخنا اباه ولد عبد الله أن الشيخ أحمدو بمب هو الشيخ الوحيد الذي سلم في هذه البلاد من النقد والإنكار، فقد انعقدت على محبته وتقديره كلمة العلماء والعامة في بلاد شنقيط.

ولقد تعززت مع الزمن تلك العلاقة، فلم نلق من الشعب الموريتاني بكل طوائفه وسلطاته بكل مستوياته إلا بالغ الإكرام وظاهر الحفاوة ومضاعف التقريب والمودة

ريم آفريك : ماذا عن الحضرة المريدية وموقعها في خارطة التأثير الروحي في السنغال

 

الشيخ مرتضى بوصو : الطريقة المريدية من آخر وأحدث الطرق الصوفية في السنغال، وهي أيضا أكثرها انتشارا وأعمقها حضورا وتأثيرا في المشهد، وقد شاع على ألسنة المشايخ أن الشيخ أحمدو بمب مبتلى بالقبول، فقد امتدت ظلال طريقته في بقاع شتى من العالم الإسلامي، بعد أن انطلقت أنوارها من مهدها في السنغال.

ويكفي من تأثيرها ودورها في السنغال أن مدينة طوبى وبها مدفن الشيخ الخديم رحمه الله تعالى هي ثاني أكبر مدينة في السنغال بعد العاصمة دكار

وطوبى بحمد لله تعالى مدينة مقدسة آمنة، وحسبك أن التدخين محظور فيها، ومن دخن عرض نفسه لعقوبة قد تصل إلى السجن ستة أشهر، هذا ناهيك عن الكحول وما في بابها، ونساء طوبى لا يلبس الشفاف ولا الرقيق من الثياب أبدا بل هن ملتزمات بالزي الشرعي الساتر،  الى غير ذلك مما حفظ للمدينة نورها وبهاءها، وصد عنها ما لا يليق بها كمركز إشعاع ومنارة إيمان وتقوى.

وتحظى طوبى بتأثير قوي في المشهد الديني والاجتماعي وحسبك أن زوارها العام الماضي خلال موسم " ماغال" السنوي وصلوا أربعة ملايين زائر.

 

 

ريم آفريك : ما علاقة القيادة الروحية للمريدين بالشأن السياسي

 

محمد مرتضى بوصو : الخليفة العام للطريقة المريدية هو أب للسنغاليين جميعا، وعلاقته بالسياسة إنما هي في مقام النصح والتسديد والإرشاد للجميع، والمصالحة والتقريب بين الجميع.

وقد ظلت الطريقة المريدية منحازة إلى ثوابت الأمة دينا ووطنا جامعا وتعايشا سلميا وحرية وديمقراطية. والمصلحة الحاكمة هي الحاكم والموجه لدخول الشأن السياسي، ذلك أنه لا يمكن الانسحاب من الشأن السياسي عموما، لكن القيادة العامة للطريقة المريدية لا تمارس السياسة مباشرة، بل تصحح الأخطاء وتقوم المسار السياسي عبر النصح المباشر للسلطة.

ويكفيك على سبيل المثال أن الرئيس السنغالي السابق عبد الله واد وهو ابن للطريقة المريدية وتلميذ للخليفة العام، لكنه لما خالف أغلبية الشعب في شأن المأمورية الثالثة، قام الخليفة العام باستدعاء أعضاء المجلس الدستوري وطلب منهم الرأي القانوني ودعا المواطنين إلى الالتزام بالدستور وتحكيم الهدوء وأنهى فتيل الأزمة، وهذا دأبه الدائم

 

ريم آفريك : هل يمكن الحديث عن خصائص محددة للتصوف الإفريقي – السنغال نموذجا

مرتضى بوصو : التصوف مدرسة تربية ومنارة إيمان، ولذلك هو جزء من الإسلام وإذا كان له ما يميزه في السنغال فهو

الانتشار : فجميع السنغاليين متصوفة، يتوزعون على طرق كبيرة متآخية متواصلة

الوسطية : فهو تصوف وسطي لا غلو فيه ولا إفراط ولا تفريط يسعى أصحابه إلى الترقي في مقامات الكمال وإلى تخلية النفوس من أدرانها وتحليتها بنور الإيمان ونفحات القرآن

تصوف مؤثر إيجابي : لا ينعزل أصحابه عن الشأن العام بل يشاركون في التأثير والتسديد والإرشاد.

تصوف متكامل : فالعلاقة بين الطرق الصوفية في السنغال علاقة مودة وترابط وتكامل لا نزاع ولا خلاف، فهي جميعا مشارب موصلة إلى الحق وروافد من منبع الإيمان الصافي.

 

 

ريم آفريك : عاد ملف العلاقة بين السنغال والكيان الصهيوني إلى الواجهة، ما موقف الحضرة المريدية من هذه العلاقة

 

مرتضى بوصو : الحضرة المريدية تقف حيث ينبغي أن يكون وهو الموقف الدعم الدائم والمساندة العامة للشعب الفسلطيني ومعارضة العلاقة مع الكيان الصهيوني.

وحسبك أن السفير الفلسطيني يزور مدينة طوبى أكثر من عشر مرات للسنة، وهو ضيف الشرف الدائم في كل المناشط والمناسبات التي تقيمها الحضرة.

ونحن في هذا السياق نؤيد حكومتنا ورئيسنا الأستاذ ماكي صال وندعوه إلى مزيد من التضامن والتعاون مع الحق الفلسطيني، وقد سبق أن زارنا الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في طوبى وعليه فإن الحضرة المريدية هي صديق دائم ووفي للقضية الفلسطينية 

 

 

ريم آفريك : التشيع هو الآخر يلقي بظلاله في السنغال

 

مرتضى بوصو : ظل أهل السنوات ولا يزالون أهل سنة على مذهب الإمام مالك، والنابتة الشيعية غريبة على الأرض السنغالية، وقد  ظهرت قبل فترة بعض الدعوات الشيعية القليلة، ويقال الآن أنها بدأت تتعزز بأسباب متعددة، ومن جهات مختلفة.

لكن الأرض السنغالية والوعي الديني في السنغال لا يزال عصيا على الاختراق الشيعي وكل الطرق الصوفية في السنغال مغلقة أمام هذا المد ولا يمكن بحال من الأحوال أن يقبل أي مذهب أو طريقة تسب بعض أصحاب النبي صلى الله عليهم.

 

 

ريم آفريك : العلاقات الموريتانية السنغالية تعيش الآن بعض التوتر، هل من دور للحضرة المريدية في الوساطة

 

 

مرتضى بوصو : أسمع الآن عن شيئ من البرود في العلاقة بين موريتانيا والسنغال، والحقيقة أن ذلك إن صح فهو عارض لن يدوم بإذن الله تعالى، فالسنغال وموريتانيا شعب واحد وأمة واحدة، وهذه الحدود جاءت لتعزز تواصلنا وتكاملنا لا لتكون عائقا في وجه ذلك

وبالنسبة للمشايخ في السنغال وموريتانيا لهم دور كبير جدا في الدبلوماسية الروحية وفي تقريب وجهات النظر، ونحن في الحضرة المريدية نلقى كثيرا من الإكرام والاحتفاء من فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز

وكان للحضرة دور مهم قبل فترة، عندما أخرجت السنغال المواشي الموريتانية من أرضها، وقد تأثر الخليفة العام للطريقة المريدية عندما  رأى فيديو يظهر إخراج الإبل الموريتانية، وقد أصدر أمره فورا بضرورة حل المشكلة، وعادت المواشي في أسرع مما يمكن أن يتخيله أي إنسان

وتأسيسا على ذلك فإن دور الحضرة مهم وقد حلت كثيرا من المشاكل بين البلدين، مما لا ينبغي الإفصاح عنه لوسائل الإعلام ولن تدخر أي جهد في تقريب وجهات النظر بين إخوة قرب بينهم الدين والأرض والمشترك الإنساني والتاريخ.

 

 

 

ريم آفريك : ما هو موقع اللغة العربية ودورها في المشهد الثقافي السنغالي

 

مرتضى بوصو : عندما وصل المستعمر إلى السنغال ركز على اللغة العربية بالمحاربة والإبعاد وترك ذلك كلمة باقية لدى النخبة الفرنكفونية، فتمت محاصرة اللغة العربية والتضييق على المستعرين

 

وقد أحس العلماء والمشايخ بهذا الخطر،فأنشأوا المعاهد والمراكز العلمية العربية الإسلامية في مختلف المدن، ورعت تلك المعاهد كل الطرق الصوفية.

وفي الطريقة المريدية لدينا معاهد كبيرة مثل معهد الأزهر الذي يتبع له مئات الفروع في مختلف مدن السنغال وحتى خارجها، ووصل طلابه إلى أكثر من 100. ألف طالب وكذلك يوجد معاهد أخرى في تيواون وفي كولخ وغيرها من مدن الطرق الصوفية السنغالية.

ومع الزمن بدأ العلماء السنغاليون يضغطون باتجاه مزيد من الاعتبار للغة العربية، وقد حصل تطور تدريجي والآن بحمد الله تعالى فتح فرص كثيرة للمعربين، حتى في المدرسة الوطنية للإدارة التي يتخرج منها السفراء والولاة والحكام وغيرهم، فأصبحت ثمة مقاعد محددة للمعربين تمكنهم من الولوج إلى الوظيفة العمومية.

 

 

ريم آفريك : كلمة ختام

 

أجدد الحمد والشكر لله تعالى على ما من به من علاقة وطيدة بين البلدين الموريتاني والسنغال وأدعو كل أبناء البلدين إلى تعزيز هذه العلاقة، والله يؤسفني أن أرى معلقا يكتب منتقدا السنغال أو موريتانيا، علاقتنا أكبر من أن تتأثر بأزمة عارضة أو موقف، بل هي تزداد مع الأيام رسوخا وثباتا

 

 

ريم آفريك : شكرا لكم

 

محمد مرتضى بوصو : الخليفة العام للطريقة المريدية هو أب للسنغاليين جميعا، وعلاقته بالسياسة إنما هي في مقام النصح والتسديد والإرشاد للجميع، والمصالحة والتقريب بين الجميع.

وقد ظلت الطريقة المريدية منحازة إلى ثوابت الأمة دينا ووطنا جامعا وتعايشا سلميا وحرية وديمقراطية. والمصلحة الحاكمة هي الحاكم والموجه لدخول الشأن السياسي، ذلك أنه لا يمكن الانسحاب من الشأن السياسي عموما، لكن القيادة العامة للطريقة المريدية لا تمارس السياسة مباشرة، بل تصحح الأخطاء وتقوم المسار السياسي عبر النصح المباشر للسلطة.

ويكفيك على سبيل المثال أن الرئيس السنغالي السابق عبد الله واد وهو ابن للطريقة المريدية وتلميذ للخليفة العام، لكنه لما خالف أغلبية الشعب في شأن المأمورية الثالثة، قام الخليفة العام باستدعاء أعضاء المجلس الدستوري وطلب منهم الرأي القانوني ودعا المواطنين إلى الالتزام بالدستور وتحكيم الهدوء وأنهى فتيل الأزمة، وهذا دأبه الدائم

 

ريم آفريك : هل يمكن الحديث عن خصائص محددة للتصوف الإفريقي – السنغال نموذجا

مرتضى بوصو : التصوف مدرسة تربية ومنارة إيمان، ولذلك هو جزء من الإسلام وإذا كان له ما يميزه في السنغال فهو

الانتشار : فجميع السنغاليين متصوفة، يتوزعون على طرق كبيرة متآخية متواصلة

الوسطية : فهو تصوف وسطي لا غلو فيه ولا إفراط ولا تفريط يسعى أصحابه إلى الترقي في مقامات الكمال وإلى تخلية النفوس من أدرانها وتحليتها بنور الإيمان ونفحات القرآن

تصوف مؤثر إيجابي : لا ينعزل أصحابه عن الشأن العام بل يشاركون في التأثير والتسديد والإرشاد.

تصوف متكامل : فالعلاقة بين الطرق الصوفية في السنغال علاقة مودة وترابط وتكامل لا نزاع ولا خلاف، فهي جميعا مشارب موصلة إلى الحق وروافد من منبع الإيمان الصافي.

 

 

ريم آفريك : عاد ملف العلاقة بين السنغال والكيان الصهيوني إلى الواجهة، ما موقف الحضرة المريدية من هذه العلاقة

 

مرتضى بوصو : الحضرة المريدية تقف حيث ينبغي أن يكون وهو الموقف الدعم الدائم والمساندة العامة للشعب الفسلطيني ومعارضة العلاقة مع الكيان الصهيوني.

وحسبك أن السفير الفلسطيني يزور مدينة طوبى أكثر من عشر مرات للسنة، وهو ضيف الشرف الدائم في كل المناشط والمناسبات التي تقيمها الحضرة.

ومن عادة القيادة المريدية أن ترسل طلبا إلى  وزارة الخارجية كل سنة لدعوة كل السفراء المقيمين في السنغال إلى الحفل السنوي للحضرة (ماغال) وتنص رسالة القيادة المريدية على استثناء السفير الصهيوني والتأكيد على أنه غير مرحب به في طوبى وأنه حضوره خط أحمر

 

وفي العام الماضي حاول السفير أن يتسلل إلى باص خاص بنقل الدبلوماسيين من دكار إلى طوبى ولكن السلطات السنغالية أبلغته أن أهل طوبى لا يرحبون به وأن حضوره سيكون خطرا عليه، وقد حاول بعض الناعقين إثارة ضجة حول الموضوع، لكن المسألة بالنسبة للحضرة المريدية خط أحمر لا يقبل المساومة.

ونحن في هذا السياق نؤيد حكومتنا ورئيسنا الأستاذ ماكي صال وندعوه إلى مزيد من التضامن والتعاون مع الحق الفلسطيني.

 

 

ريم آفريك : التشيع هو الآخر يلقي بظلاله في السنغال

 

مرتضى بوصو : ظل أهل السنوات ولا يزالون أهل سنة على مذهب الإمام مالك، والنابتة الشيعية غريبة على الأرض السنغالية، وقد  ظهرت قبل فترة بعض الدعوات الشيعية القليلة، ويقال الآن أنها بدأت تتعزز بأسباب متعددة، ومن جهات مختلفة.

لكن الأرض السنغالية والوعي الديني في السنغال لا يزال عصيا على الاختراق الشيعي وكل الطرق الصوفية في السنغال مغلقة أمام هذا المد ولا يمكن بحال من الأحوال أن يقبل أي مذهب أو طريقة تسب بعض أصحاب النبي صلى الله عليهم.

 

 

ريم آفريك : العلاقات الموريتانية السنغالية تعيش الآن بعض التوتر، هل من دور للحضرة المريدية في الوساطة

 

 

مرتضى بوصو : أسمع الآن عن شيئ من البرود في العلاقة بين موريتانيا والسنغال، والحقيقة أن ذلك إن صح فهو عارض لن يدوم بإذن الله تعالى، فالسنغال وموريتانيا شعب واحد وأمة واحدة، وهذه الحدود جاءت لتعزز تواصلنا وتكاملنا لا لتكون عائقا في وجه ذلك

وبالنسبة للمشايخ في السنغال وموريتانيا لهم دور كبير جدا في الدبلوماسية الروحية وفي تقريب وجهات النظر، ونحن في الحضرة المريدية نلقى كثيرا من الإكرام والاحتفاء من فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز

وكان للحضرة دور مهم قبل فترة، عندما أخرجت السنغال المواشي الموريتانية من أرضها، وقد تأثر الخليفة العام للطريقة المريدية عندما  رأى فيديو يظهر إخراج الإبل الموريتانية، وقد أصدر أمره فورا بضرورة حل المشكلة، وعادت المواشي في أسرع مما يمكن أن يتخيله أي إنسان

وتأسيسا على ذلك فإن دور الحضرة مهم وقد حلت كثيرا من المشاكل بين البلدين، مما لا ينبغي الإفصاح عنه لوسائل الإعلام ولن تدخر أي جهد في تقريب وجهات النظر بين إخوة قرب بينهم الدين والأرض والمشترك الإنساني والتاريخ.

 

 

 

ريم آفريك : ما هو موقع اللغة العربية ودورها في المشهد الثقافي السنغالي

 

مرتضى بوصو : عندما وصل المستعمر إلى السنغال ركز على اللغة العربية بالمحاربة والإبعاد وترك ذلك كلمة باقية لدى النخبة الفرنكفونية، فتمت محاصرة اللغة العربية والتضييق على المستعرين

 

وقد أحس العلماء والمشايخ بهذا الخطر،فأنشأوا المعاهد والمراكز العلمية العربية الإسلامية في مختلف المدن، ورعت تلك المعاهد كل الطرق الصوفية.

وفي الطريقة المريدية لدينا معاهد كبيرة مثل معهد الأزهر الذي يتبع له مئات الفروع في مختلف مدن السنغال وحتى خارجها، ووصل طلابه إلى أكثر من 100. ألف طالب وكذلك يوجد معاهد أخرى في تيواون وفي كولخ وغيرها من مدن الطرق الصوفية السنغالية.

ومع الزمن بدأ العلماء السنغاليون يضغطون باتجاه مزيد من الاعتبار للغة العربية، وقد حصل تطور تدريجي والآن بحمد الله تعالى فتح فرص كثيرة للمعربين، حتى في المدرسة الوطنية للإدارة التي يتخرج منها السفراء والولاة والحكام وغيرهم، فأصبحت ثمة مقاعد محددة للمعربين تمكنهم من الولوج إلى الوظيفة العمومية.

 

 

ريم آفريك : كلمة ختام

 

أجدد الحمد والشكر لله تعالى على ما من به من علاقة وطيدة بين البلدين الموريتاني والسنغال وأدعو كل أبناء البلدين إلى تعزيز هذه العلاقة، والله يؤسفني أن أرى معلقا يكتب منتقدا السنغال أو موريتانيا، علاقتنا أكبر من أن تتأثر بأزمة عارضة أو موقف، بل هي تزداد مع الأيام رسوخا وثباتا

 

 

ريم آفريك : شكرا لكم