الغزواني وحلف النيتو...تعزيز للدبلوماسية وتنويع للشراكة الأمنية

جمعة, 01/15/2021 - 15:01

ريم آفريك- احتفى حلف الشمال الأطلسي بالزيارة التي أداها له رئيس موريتانيا الفريق الأول المتقاعد محمد ولد الشيخ الغزواني رفقة وفد من كبار المسؤولين الموريتانيين.

 

وذكر الأمين العام للحلف بأن موريتانيا سبق ان استفادت من دعم متنوع قدمه الحلف، وشمل دعما في مجال التسليح، وتدمير الأسلحة المنتهية الصلاحية، وكذا بناء مخازن ومنشآت عسكرية.

 

أما الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني فقد استعرض أمام قادة الحلف وضعية الأمن في منطقة الساحل، مذكرا بالاستيراتيجية الأمنية التي اعتمدتها مجموعة دول الساحل الخمس في قمة لابو بفرنسا.

 

 

تنويع الشراكة الأمنية

 

يمكن اعتبار هذه الزيارة الأولى من نوعها لرئيس موريتاني إلى هذا الحلف، كما أشار إلى ذلك في برقيته التي نشر على موقعه، محاولة قوية من النظام لتنويع شراكاته الأمنية مع القوى المتعددة، والمهتمة بمنطقة الساحل.

خصوصا أن هذه المنطقة ظلت لسنوات مساحة نفوذ خاصة بفرنسا التي تعتبر أبرز فاعل سياسي وعسكري دولي في منطقة الساحل.

وينتظر أن تعزز هذه الزيارة محورية موريتانيا في الاستراتيجيات الأمنية الدولية الموجهة لمنطقة الساحل.

 

دبلوماسية عسكرية لتعزيز العلاقات الخارجية

وزيادة على تعهد حلف النيتو باستمرار دعمه المتواصل لموريتانيا، وتطويره، وثنائه على المقاربة الأمنية لموريتانيا في مواجهة الإرهاب، فمن المتوقع أن تنتج عن هذه الزيارة تطورات متعددة في علاقة الحلف بموريتانيا، خصوصا أنه يمثل البوابة الأكثر قوة وفعالية إلى السياسة الخارجية لمختلف الدول الأعضاء فيه، وهو ما يعني استثمارا دبلوماسيا للنجاحات العسكرية والأمنية التي حققتها موريتانيا خلال السنوات المنصرمة في ترميم وتطوير قوتها العسكرية، وبناء استيراتيجيتها الخاصة، وحماية حدودها، والتحييد الإيجابي لخطر الإرهاب

 

ويعزز هذا الطرح تشكيلة الوفد الموريتاني التي ضمت إلى جانب الرئيس وزير خارجيته، وقائد القوات الخاصة في أركان الجيوش الموريتانية الذي يعتبر وفق توصيف الإعلام الغربي أحد أهم وأقوى الضباط العسكريين في منطقة الساحل وأكثرهم احترافية.

 

ويعتبر ولد بيده الضابط الموريتاني الوحيد الذي يجمع في تكوينه العسكري بين كلية سينسير وكلية الحرب في واشنطن  وهو اول ضابط موريتاني يتخرج من كلية الحرب الامرلكية التي تخرج منها قادة عسكريون كبار 

 

وسبق لولد بيده أن تولى تنسيق العلاقة بين موريتانيا وحلف الشمال الأطلسي خلال سنوات 2006-2013 وأشرف على تمارين نوعية متعددة شارك فيها وحدات عسكرية من دول متعددة.

إلا أن ولد بيده كان مغضوبا عليه من الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز الذي أبعده ملحقا عسكريا في الجزائر لعدة سنوات، قبل أن يعيده الرئيس الغزواني قائدا لأهم وحدات الجيوش الوطنية.

وبالتئام محوري السياسية الدبلوماسية والأمنية في البلاد، يخوض ولد الشيخ الغزواني مرحلة أخرى من دبلوماسية القمم التي كرسها منذ وصوله إلى السلطة، سعيا إلى تفكيك بعض الأزمات الموروثة عن سلفه مثل الديون الخارجية، أو الحصول على موارد وصداقات جديدة وتعزيز قدرات موريتانيا الذاتية، فهل ستكون زيارة بروكسل واحتفاء حلف الشمال الأطلسي عنوان مرحلة جديدة في علاقة موريتانيا مع الغرب، وبشكل يعزز قدرات المناورة، وتنويع الشركاء، بدلا من الاستقطاب والعمل في سياسة المحاور الذي كان سائدا في الفترة المنصرمة.